تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى خسارة أسبوعية رابعة، مع انحسار أزمة الطاقة في القارة العجوز، وسط طقس شتوي دافئ على غير المعتاد، أدى إلى انخفاض الطلب على التدفئة.
وبعد أن وصلت أسعار الغاز لمستويات قياسية عند 343 يورو لكل ميغاواط/ساعة في أغسطس من العام الماضي، فإنها تراجعت حاليا إلى حوالي 73 يورو لكل ميغاواط/ساعة.
ومن المرجح أن تستمر درجات الحرارة المعتدلة في الأسبوع المقبل، مع توقعات بطقس أكثر دفئا من المتوسط في فرنسا وألمانيا.
وكانت تكاليف الطاقة المرتفعة محركا رئيسيا للتضخم، وأدى انخفاض الطلب بشكل غير متوقع إلى تخفيف العبء عن المستهلكين وإثارة التفاؤل بين الحكومات الأوروبية.
وبعد الأسعار القياسية التي شهدتها أسعار الغاز في العام الماضي، والمخاوف من أن الحكومات قد تلجأ إلى تقنين استهلاك الطاقة، فإن الشتاء المعتدل جاء "هدية" لأوروبا حيث تساعدها في إبقاء المخزونات عن مستويات صحية.
وكانت أوروبا تخشى من أزمة طاقة طاحنة بعد توقف إمدادات الغاز الروسية على خلفية الحرب الأوكرانية، وهو ما دفع الأسعار للارتفاع لمستويات قياسية في 2022.
والمخزونات الأوروبية حاليا ممتلئة بنسبة 83 بالمئة، وهو معدل أعلى من المتوسط في نفس الفترة بالخمس سنوات الماضية، حتى أن بعض الدول أرسلت كميات للتخزين في الأيام الأخيرة مع تراجع الطلب عليه.
وفي ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، يبلغ مستوى تخزين الغاز 91 بالمئة تقريبا. كما أن برلين بدأت بالفعل استيراد الغاز المسال بشكل مباشر لأول مرة من أميركا بعد تدشينها محطة عائمة لاستقبال حاملات الغاز المسال.
وقال كلاوس مولر، رئيس هيئة تنظيم شبكة الغاز في ألمانيا، في مقابلة مع الإذاعة العامة: "نحن متفائلون للغاية، وهو ما لم نكن نتوقعه حقا في الخريف". وأضاف أن "نقص الغاز هذا الشتاء غير مرجح".