تعرضت العملة الروسية الروبل لتراجعات قوية هذا الأسبوع مسجلة أدنى مستوى لها منذ مايو 2022.

واتسعت خسائر الروبل بعد بدء تطبيق قرار وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً الذي أقرته مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي، إضافة للضغوط الكبيرة التي شكلها قرار الاتحاد الأوروبي بوضع سقف لسعر الغاز المباع في دول الاتحاد والذي سيدخل حيز التنفيذ منتصف فبراير 2023.

أخبار ذات صلة

اقتصاد روسيا ينكمش 5 بالمئة على أساس سنوي في سبتمبر
بوتن: التخلص من الاعتماد على الدولار أمر حتمي

وانخفض الروبل الروسي مقابل الدولار بنسبة بلغت 15 بالمئة منذ بداية شهر ديسمبر الحالي، ليسجل نحو 72 روبل للدولار في الساعات الماضية، ما طرح تساؤلات حول ما إذا كانت العملة الروسية قد بدأت فقدان قدرتها على الصمود أمام الضغوط، وذلك بعد أيام قليلة من قول الرئيس الروسي إن الروبل كان من أقوى عملات العالم في 2022.

ويقول الباحث والخبير الاقتصادي محمود جباعي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن المكاسب التي حققها الروبل في السابق، كانت بدعم من القرار الذي فرضته روسيا على الدول "غير الصديقة" بدفع ثمن الإمدادات الروسية من النفط والغاز بالروبل، مشيراً إلى أن هذا القرار كان يُدخل يوميا نحو 550 مليون يورو إلى بورصة موسكو بهدف تحويلها إلى روبل، وهذا ما ساهم في ارتفاع الطلب على العملة الروسية.

ويشرح جباعي أن فقدان الروبل لقدرته على الصمود هو أمر طبيعي حاليا، حيث تسبب تراجع اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، بانخفاض نسبته 50 في المئة تقريبا من مبلغ الـ 550 مليون يورو التي كانت تحققها روسيا يوميا، إضافة إلى التأثير السلبي الذي خلقه قرار وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحرا، وقرار تحديد سقف لسعر الغاز المباع في أوروبا.

أخبار ذات صلة

الروبل الروسي يتراجع لأدنى مستوى أمام الدولار منذ مايو
بوتين يدشن حقلا كبيرا للغاز في سيبيريا لإمداد الصين

وبحسب جباعي فإن سعر الروبل سيتعرض للاهتزاز كلما استغنت أوروبا عن حاجتها للنفط والغاز الروسي، إذ بات موضوع ربط الروبل يإيرادات النفط والغاز عاملا سلبيا على العملة الروسية، مشيرا إلى أنه لا يمكن اعتبار الروبل من أقوى عملات العالم، نظرا لعدم امتلاكه القدرة على المحافظة على استقراره.

من جهته يقول محلل الأسواق المالية في CFI جورج خوري في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما حصل مع الروبل كان متوقعا، مشيرا إلى أن العملة الروسية بدأت تضعف منذ 4 أسابيع وليس فقط بسبب السقف الذي تم فرضه على سعر النفط الروسي، بل نتيجة أمور أخرى منها تدخلات المصرف المركزي الروسي، لناحية خفض أسعار الفائدة، بعد ملاحظته أن قوة الروبل أثرت سلبا على الاقتصاد، وخصوصا على حركة وإيرادات الصادرات الروسية.

وبحسب خوري فإن المركزي الروسي كان يخطط لإضعاف الروبل تدريجيا ليحمي اقتصاده، مشيرا إلى أن الأسس التي اعتمد عليها المركزي منذ بداية فرض العقوبات على اقتصاد البلاد إثر الحرب مع أوكرانيا، لم تعد تصلح للعام 2023 وهذا ما يحتم عليه إدخال تعديلات على استراتيجيته للعام المقبل.

وتوقع خوري أن يتراوح سعر العملة الروسية بين 70 و80 روبل للدولار الواحد في الفترة المقبلة من 2023، وذلك بدعم من الطلب القوي على المنتجات النفطية الروسية من الصين والهند، ما سيعطي العملة الروسية توازنا على المدى البعيد، معتبرا أن هذا الهامش يناسب المصرف المركزي الروسي.