تعمل أوكرانيا، السبت، على إعادة التيار الكهربائي والمياه بأسرع وقت غداة تضرر شبكاتها في أنحاء البلاد جراء ضربات صاروخية روسية جديدة.
ففي العاصمة الأوكرانية كييف، لا يزال ثلث السكان محرومين من الكهرباء، وتوقفت حركة المترو الجمعة لتحويل المحطات إلى ملاجئ، لكنها استؤنفت في الصباح الباكر كما عادت إمدادات المياه، بحسب ما قال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو.
كما أعيدت الكهرباء إلى خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وفق حاكمها أوليغ سينيغوبوف.
وفي المقابل، "توقف الإمداد بالمياه والتدفئة" في كراماتورسك، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة الشرقية بعد ظهر السبت.
وأكدت شركة "أوكرنرجو" الوطنية المشغلة للكهرباء التي اعتمدت التقنين الطارئ بعد الضربات، السبت أنه رغم عمليات الإصلاح لا يزال العجز على صعيد الطاقة "كبيرا".
وأطلقت روسيا الجمعة ما مجموعه 74 صاروخًا، معظمها صواريخ كروز، أسقطت الدفاعات الجوية 60 منها، وفق الجيش الأوكراني.
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف و14 منطقة في المجمل تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي أو المياه في أعقاب القصف.
وقال: "كل الأهداف اليوم مدنية. تطال الضربات الروسية خصوصا منشآت للطاقة والتدفئة".
أما الجيش الروسي، فقد أكد السبت أنه قصف أيضًا أهدافًا عسكرية أوكرانية مهمة الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "ضربة كبيرة بواسطة أسلحة بالغة الدقة نفذت الجمعة 16 ديسمبر مستهدفة أنظمة قيادة عسكرية ومجمعا عسكريا وصناعيا ومواقع أوكرانية للطاقة".
وتابعت الوزارة: "إثر الضربة، تم منع وصول شحنة أسلحة وذخائر اجنبية الصنع إضافة الى الحؤول دون تقدم احتياطيين تابعين للقوات الأوكرانية نحو مناطق قتال وتعليق عمل شركات صنع الأسلحة واصلاحها".
وتقوم روسيا منذ شهر أكتوبر باستخدام تكتيك الضربات الكثيفة بهدف تدمير الشبكات ومحولات الكهرباء في أوكرانيا، ما يغرق ملايين المدنيين في البرد والظلام مع حلول الشتاء.
وندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة بالضربات الروسية الجديدة، والتي تأتي بعد أن أقر التكتل عقوبات جديدة تحظر خصوصا تصدير محركات طائرات مسيرة إلى روسيا أو أي بلد آخر قادر على توفيرها لها.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية السبت أن هذه "الإجراءات التقييدية الأحادية غير المشروعة" لن تحقق أهدافها.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو، الاثنين، في مينسك في إطار قمة تهدف إلى تشديد أواصر التحالف بينهما.
وأكد لوكاشنكو أن القمة "ستكون مكرسة قبل كل شيء للميدان الاقتصادي" لكن الرئيسيين سيتطرقان إلى "الوضع السياسي العسكري في محيط البلدين".