على الرغم من الانتقادات الشدية التي أصدرها البنك المركزي الإيطالي، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، على بندين أساسيين في أول ميزانية لحكومتها، هما رفع سقف المدفوعات نقدا إلى خمسة آلاف يورو وتمديد الضريبة الثابتة لأصحاب المشاريع العاملين لحسابهم.
وأعلنت ميلوني في فيديو نشرته على فيسبوك أن المجلس الأوروبي قرر الأربعاء "تحديد سقف المدفوعات النقدية بعشرة آلاف يورو، أي ضعف سقف الحكومة الإيطالية".
وتابعت "أود إذا أن أسأل الذين قالوا لنا إننا نريد تشجيع التهرب الضريبي، هل يريدون في الاتحاد الأوروبي تشجيع مرتكبي عمليات الاحتيال؟ لا أعتقد ذلك" بدون أن توضح أن الاتحاد الأوروبي يخفض هذا السقف في حين أن إيطاليا ترفعه.
وكان أحد قادة البنك المركزي الإيطالي فابريتسيو بالاسوني حذر الاثنين من أن رفع سقف المدفوعات نقدا من ألفي يورو إلى خمسة آلاف يورو قد "يصطدم بضرورة الاستمرار في الحد من التهرب الضريبي".
كما انتقد بالاسوني قرار الائتلاف الحكومي اليميني واليميني المتطرف بإعطاء التجار الحق في أن يرفضوا تلقي مدفوعات من زبائنهم بواسطة البطاقات المصرفية لمبالغ دون ستين يورو بدون التعرض لعقوبات، وهو ما قد يشجع بنظره التهرب الضريبي.
وذكّر بالاسوني بأن "وضع عقوبات إدارية مجدية في حال رفض" تلقي مدفوعات إلكترونية "هو من الأهداف" المترتب على إيطاليا تحقيقها في إطار خطة الإنعاش الأوروبية التي هي المستفيد الأول منها.
وينعكس التهرب الضريبي ولا سيما ضريبة القيمة المضافة بشكل فادح على الاقتصاد الإيطالي إذ يكلف البلد حوالى مئة مليار يورو في السنة.
كما دافعت ميلوني عن تمديد ضريبة ثابتة بنسبة 15 بالمئة على أصحاب الأعمال التجارية العاملين لحسابهم الذين تبلغ عائداتهم السنوية 85 ألف يورو بدل 65 ألفا حاليا.
إلا أن بالاسوني كان أوضح أنه "في فترة تضخم حاد، فإن اعتماد نظام ضريبة ثابتة (للمستقلين) بالتزامن مع نظام ضريبة تدريجية" يكلف الموظفين أكثر.
من جهتها أكدت ميلوني أن "رب العمل يدفع ثلثي مساهمات موظفيه في حين أن المستقل يدفع مساهماته بالكامل".
ومن المفترض أن يصادق البرلمان قبل نهاية العام على مشروع الميزانية الذي يخصص أكثر من 21 مليار يورو لدعم الأسر والشركات بمواجهة الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة.