يبدو أن الذهب سيواجه طريقاً صعباً في 2023، وهذا ما تُجمع عليه تحليلات معظم الخبراء الذين يرون أن مسار المعدن الأصفر في العام الجديد سيكون نزولياً، فشركة الأبحاث البريطانية Metals Focus تتوقع انخفاض متوسط أسعار الذهب بنسبة 10% في 2023، لتصل في وقت ما خلال العام إلى نحو 1500 دولار للأونصة.

وكذلك يتوقع الاستراتيجيون في مجموعة ANZ المصرفية أن يكون المعدن الأصفر تحت الضغط في 2023، أما الفئة الأكثر تشاؤماً بين الخبراء فتذهب في توقعاتها، إلى حد القول إن الذهب سيشهد سقوطاً سريعاً خلال العام المقبل.

ويطرح الإجماع على تراجع الذهب في 2023، التساؤلات حول الأسباب التي تدفع الخبراء إلى هذا التشاؤم.

علاقة عكسية

ويقول المدير التنفيذي في شركة VI Markets أحمد معطي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن التحليلات والتوقعات التشاؤمية بشأن تعرض أسعار الذهب لضغوط في 2023، مبنية على أساس رحلة رفع الفائدة الأميركية لمواجهة التضخم، حيث من المتوقع أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة حتى يصل إلى مستهدفات 5 أو 5.5 بالمئة، وهذا ما سيخلق مزيداً من الضغوط على أسعار الذهب نظراً للعلاقة العكسية التي تربط سعر الذهب بسعر الفائدة.

أخبار ذات صلة

بالتفاصيل.. لماذا ترتفع أسعار الذهب بشكل جنوني في مصر؟
خسائر قوية لكبرى أسهم مناجم الذهب
لماذا تقبل البنوك المركزية على شراء الذهب؟
بيانات التضخم الأميركية تطلق عنان الذهب

 ويشرح معطي أنه عندما ترتفع الفائدة، يبدأ المستثمرون وصناديق الاستثمار الكبرى، بتسييل استثماراتهم وتحويلها إلى دولار نقدي لوضعها في البنوك والاستفادة من مستويات الفائدة المرتفعة، مشيراً إلى أن الذهب والأسهم من أسرع الاستثمارات التي يمكن تسييلها وتحويلها إلى سيولة دولارية.

وبحسب معطي فإن توقعات مراكز الأبحاث بشأن أسعار الذهب، مبنية على أساس أن التضخم الحقيقي سيرتفع في 2023، مشيراً إلى وجود احتمال بعدم اكتفاء الاحتياطي الفدرالي بمستوى 5.5 بالمئة للفائدة، في حال لاحظ أن التضخم لم يصل إلى المستوى المستهدف وهو 2 بالمئة، وبالتالي فإن ذلك سينعكس مزيداً من التراجع بأسعار الذهب في العام المقبل.

تبعات المشكلة مستمرة

من جهته، يقول الخبير في التوجيه المالي والاقتصادي عبدالله حرفوش في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن انخفاض أسعار الذهب في 2023 ووصولها إلى مستوى 1500 دولار للأونصة، هو أمر غير مستبعد؛ وذلك بسبب أزمة التضخم التي يمر بها الاقتصاد العالمي، وخطوات البنوك المركزية العالمية لرفع الفائدة، مشيراً إلى أن الحجم الحقيقي للمشكلة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، سيظهر في منتصف عام 2023 ولذلك فإن تبعات ذلك على أسعار الذهب ستستمر في الظهور.

ويؤكد حرفوش أن ما يحصل مع الذهب حالياً هو أمر طبيعي، فإذا اطلعنا على الرسوم البيانية السابقة لوجدنا أن الذهب يقوم في الأوضاع المشابهة وعلى مر التاريخ، برد فعل نزولي ليعود ويكمل مساره الصعودي في مرحلة لاحقة.

ملاذ آمن

وبحسب حرفوش فإن انخفاض أسعار الذهب لا يعني أبداً أنه ليس ملاذاً آمناً، مذكراً بما حصل مع فرض الإغلاقات بسبب انتشار كورونا في شهر مارس 2020، حيث انخفض الذهب من 1700 دولار إلى 1453 دولاراً للأونصة خلال 3 أسابيع، ليعود ويرتفع في بداية إبريل 2020 وصولاً إلى مستوى 2075 دولاراً للأونصة في شهر أغسطس 2020.