تصدرت الأخبار المتعلقة بنية آبل الاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الملقب بالشياطين الحمر والمملوك من قبل عائلة غليزر الأميركية، مقابل 6.9 مليار دولار عناوين الصحف العالمية الأسبوع الماضي.
ورغم أن كل ما قيل عن هذه الصفقة قد لا يكون دقيقاً كونه مبنياً على معلومات صحفية غير مؤكدة، فإن تركيز آبل على الخدمات المتعلقة بالصحة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى عقود الرعاية غير المألوفة التي أبرمتها الشركات التكنولوجية مع الأندية الرياضية في السنوات الأخيرة، ساهمت في أن يأخذ الموضوع طابعاً جدياً.
وفي حال صحت المعلومات المتعلقة بالصفقة، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو "ما الذي يدفع آبل أو أي شركة أخرى للتفكير بشراء نادي رياضي؟"
ويقول الخبير الرياضي نجيب قاعي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الرياضة بالمجمل خاصة كرة القدم، تحولت في السنوات الأخيرة إلى وسيلة تجارية مربحة، فمن لا يتابع المباريات على المدرجات، يشاهدها مباشرة على شاشات التلفزيون، لذلك فإن طرق الاستفادة من شراء الأندية الكروية تتنوع بين مادية وإعلانية وتسويقية.
وبحسب قاعي فإنه على الرغم من أن ما تداولته وسائل الاعلام لا يزال معلومات غير مؤكدة، لكن يمكن القول إن مانشستر يونايتد سيمنح أي جهة تستحوذ عليه، حضوراً عالمياً قوياً في أكثر الرياضات شعبية في العالم، فالمستثمرون يدركون جيداً أن الحصول على ثقة الجمهور هو الوسيلة الأساسية للنجاح على المستوى الاقتصادي.
وأضاف قاعي أن هذه الخطوة ستساعد آبل في التسويق لنفسها والانتشار أكثر خاصة بين فئة الشباب، حيث سيتصدر اسمها في كل مرة يكون هناك تمرين أو مباراة أو مؤتمر ما بعد المباراة، وهذا في الواقع سيتكرر كثيراً بسبب طول موسم كرة القدم، مشيراً الى أنه يمكن لمالك النادي تحقيق الإيرادات أيضاً، من حقوق الرعاية المتعلقة بمبيعات قمصان اللاعبين وحقوق بث المباريات، التي يشارك فيها، بالإضافة الى صفقات بيع اللاعبين والنجاحات الرياضية التي يحققها والجولات التسويقية التي تسبق بداية الموسم والتي تركز على الصين وشرق آسيا من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية.
من جهته يوافق جو خوري وهو مدير تسويق إقليمي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" على اتجاه الاستثمارات اليوم وبقوة إلى المشاريع الرياضة، لكنه اعتبر أن شركة مثل آبل تنظر للمردود الذي ستحصل عليه مقابل ما ستقوم بدفعه، ومن هنا يمكن القول إن المعلومات المتداولة عن شراء آبل للنادي الإنجليزي غير جدية، فرغم أن كرة القدم تحولت إلى تجارة مربحة، إلا أنها ليست مربحة بالمقدار الذي يكفل لآبل استرداد مبلغ الـ 6.9 مليارات دولار بسرعة.
وبحسب خوري فإن آبل ستكتفي بالاستثمار في المحتوى الرياضي، من خلال المنتجات والخدمات التي تقدمها، والتركيز على الميزات التي تفيد صحة المستخدمين، مشيراً الى أن الشركة وقعت صفقة لمدة 10 سنوات لبث مباريات دوري النخبة الأميركي لكرة القدم في 2023، في أكثر من 100 بلد ومنطقة من خلال تطبيق Apple TV.
ويؤكد خوري أن تجربة آبل لشراء الشياطين الحمر في حال حصلت، ستكون فريدة من نوعها، ولكن أغلب الظن هو أن ما تم نشره من أخبار، هدفه إلقاء مزيد من الأضواء على محاولة بيع النادي الإنجليزي، نظراً للثقل الذي تحظى به آبل حول العالم.