هل تسبب تغيير موعد إقامة بطولة كأس العالم في فصل الشتاء لأول مرة بدلاً من الصيف في إرباك الخطط التسويقية للشركات العالمية الكبرى وأحدث أثاراً سلبية على خطط التسويق العالمية.. أم ظلت سطوة المونديال الشعبية حول العالم سدًا منيعًا أمام أي تغيير؟
الأمر هنا لا يتعلق فقط بكأس العالم، فبعد أسبوع على نهاية البطولة في 18 ديسمبر المقبل ستبدأ أعياد الكريسماس وهي التي تأخذ نصيبًا كبيرًا من خطط التسويق للشركات حول العالم لاسيما في أوروبا وآسيا.
رونين إينبيندر المحلل الرياضي الاقتصادي في منصة FRONT OFFICE SPORT الأميركية صرح لاقتصاد سكاي نيوز عربية، أن بطولة كأس العالم هي الحدث الأكثر تسويقا في الرياضة بسبب شعبية البطولة وشعبية اللعبة حول العالم، مضيفًا أن معظم رعاة البطولة عبارة عن شركات من المستوى الأول ولديهم انتشار وحضور دولي كبير ويتطلعون إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس من خلال أكبر حدث رياضي على وجه الأرض.
في المقابل، قال جون ترينور، المؤسس والرئيس التنفيذي لإحدى شركات الرعاية الأيرلندية، في تصريح نشره معهد أون سايد المتخصص في اجراء الاستطلاعات السنوية لصُناع الرعاية، أنه كان واضحًا في بداية العام أن 16 بالمئة فقط من صانعي قرار الرعاية في أيرلندا اعتبروا أن هناك فرصة لهم في كأس العالم لكرة القدم 2022".
وأضاف أن اقتراب الحدثين كأس العالم ثم الكريسماس سببا قلقًا وتخوفًا لدى الشركات من إمكانية فشل خططهم التسويقية في المونديال مع الوضع في الاعتبار التضخم الاقتصادي الذي يؤثر على جزء كبير من العالم، فضلًا عن استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية في أوروبا تحديداً بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
مونديال 2014 الأكثر جذبًا للرعاية
في مونديال روسيا 2018 كان هناك نوعًا من القلق لدى المعلنين وكانت النسبة 1 من كل 3 معلنين يرون وجود فرصة محتملة للدعاية في روسيا رغم إقامتها في الصيف وما تتمتع به روسيا من مساحة كبيرة وطبيعة خلابة وأماكن سياحية متنوعة وتاريخية، وهو عكس ما حدث في مونديال البرازيل 2014 حيث هرولت شركات الدعاية وقتها للبلد الذي يجد هويته في لعبة كرة القدم، واتفق نحو 45 بالمئة من الرعاة على وجود فرص كبيرة لشركاتهم آنذاك.
كانت ميزانيات الإعلانات لدى الشركات الكبرى قد تقلصت بسبب الانفاق القليل للمستهلكين هذا العام نتيجة الوضع الاقتصادي العالمي.