أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع مستويات الفائدة في البلاد بمقدار 75 نقطة أساس، لتصل إلى مستوى 3.75 بالمئة إلى 4.00 بالمئة، في خطوة تهدف لمكافحة التضخم.
ورغم أن قرارات الاحتياطي الفيدرالي تخص فقط معدلات الفائدة في الولايات المتحدة، إلا أن الخطوات التي يتخذها تهز أسواق العالم، فما أن يقرر رفع أو خفض الفائدة، حتى تتبعه معظم البنوك المركزية العالمية في قرارتها، كما تتحرك أسواق الأسهم والسلع بحسب نظرته لمستقبل الاقتصاد، وهذا ما دفع ببعض الخبراء إلى وصف الاحتياطي الفيدرالي بالبنك المركزي للبنوك المركزية في العالم.
ما هي قصة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي؟
الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هو البنك المركزي للولايات المتحدة، مقره العاصمة واشنطن، وهو الكيان المسؤول عن السياسة المالية للبلاد وصيانة الاستقرار، والعملة الوطنية وتأمين النقود والتحكم بمعدلات الفوائد.
ويتألف الفيدرالي الأميركي من هيئة تدبير مركزية هي مجلس محافظي البنك، إلى جانب 12 بنكاً فيدرالياً وهي بنوك بوسطن، ونيويورك، وسان فرانسيسكو، وفيلادلفيا، وكليفلاند، وريتشموند، وكانساس سيتي، وأتلانتا، وسانت لويس، ومينيابوليس، ودالاس، وشيكاغو.
لماذا تتبعه الأسواق؟
لا يقتصر تأثير الفيدرالي الأميركي على البنوك المركزية في العالم، بل ينتقل إلى أسواق الأسهم وأسعار السلع كالذهب والنفط، حيث يعتمد المستثمرون على التحليل الذي يقدمه رئيس الفيدرالي كي يتحركوا، وذلك تناغماً مع نظرته لمجريات الاقتصاد العالمي، وهذا الأمر ظهر جلياً هذه المرة عندما أعطى الفيدرالي "إشارة"، إلى احتمالية إبطاء وتيرة رفع معدلات الفائدة في اجتماعاته المقبلة، وهو ما جعل أسعار عدة سلع تتحرك وفقاً لهذا الاتجاه.
وفي الملخص يمكن القول إن المستثمرين يعتمدون على اتجاهات الفيدرالي الأميركي، لتحديد مسار استثماراتهم، ولهذا السبب تتحرك الأسواق في كل مرة يقرر فيها المركزي الأميركي أمراً ما.
لماذا تتبعه البنوك المركزية في العالم؟
يقول هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار في جامعة القاهرة في حديث لموقع " اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن تحركات كل البنوك المركزية على مستوى العالم بعد قرار المركزي الأميركي، هو إجراء منطقي وطبيعي للمحافظة على عملاتهم أولاً، وللمحافظة على قدرتهم على جذب الاستثمارات ثانياً.
وبحسب إبراهيم فإن هناك الكثير من البنوك المركزية في العالم، مضطرة للسير في الاتجاه الذي يقرره المصرف المركزي الأميركي، لأنها أولاً تربط عملاتها المحلية بالدولار، وبالتالي فإن من يربط عملته بالدولار الأميركي، عليه أن يتحرك مع الفيدرالي الأميركي، للمحافظة على عملته.
ويضيف إبراهيم أنه في حال لم تجارِ البنوك المركزية العالمية المركزي الأميركي من حيث القرارات، فإن قدرتها على جذب الاستثمارات ستكون ضعيفة، فمثلاً عندما ترتفع الفائدة في أميركا تتدفق أموال المستثمرين في العالم إلى هناك بحثا عن الربح، وبالتالي من لا يرفع الفائدة يكون أكثر عرضة لخسارة الاستثمارات، ما ينعكس سلباً على الاقتصاد.