بعد اكتسابه شعبية هائلة على مدار السنوات الماضية، استطاع تطبيق تيك توك تحويل نجاحه إلى آلة لكسب المال، في الوقت الذي يعاني فيه المنافسون مثل فيسبوك نمواً ضعيفاً بالقاعدة الجماهرية، وتراجعاً بالإيرادات والأرباح.

وبحسب ما أظهرت البيانات التي جمعها موقع "فينبولد" لأبحاث السوق والتمويل، فقد أصبح تيك توك تطبيق التواصل الاجتماعي الأعلى ربحية في العالم، من خلال عمليات الشراء داخل التطبيق (باستثناء الإعلانات) مع عائدات يومية تصل 2.5 مليون دولار في شهر سبتمبر 2022، منهياً رحلة تفرد فيسبوك على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعني هذه الأرقام أن تيك توك يحقق كل ساعة نحو 104 آلاف دولار أميركي، بدعم من الإنفاق المتزايد لعمليات الشراء داخل التطبيق، في حين أظهرت نتائج أعمال شركة "ميتا" المالكة لـ فيسبوك وإنستغرام وواتساب، انخفاض إيراداتها التشغيلية بنسبة 46 بالمئة إلى 5.7 مليار دولار خلال الربع الثالث من 2022، وهي نسبة تراجع مخيفة في عالم الأعمال.

ويقول الأستاذ الجامعي وخبير تطبيقات التواصل الاجتماعي فيليب أبو زيد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تطبيق تيك توك أصبح قوة يصعب ترويضها وعنصراً حيوياً في حياة الجيل الشاب، فهو يجمع بين الموسيقى والفيديوهات والرقص والتحديات، وهذا ما جعله واحداً من أكثر التطبيقات نشاطاً في عام 2022، مشيراً الى أن طريقة برمجة التطبيق تلعب دوراً كبيراً في نجاحه.

أخبار ذات صلة

"تيك توك" يبعد إنستغرام عنه بخطوة جريئة نحو المراهقين
"تيك توك" يجري تحديثات على "اللايف".. ما الذي ينتظر الأطفال؟

ويرى أبو زيد أن عناصر نجاح تيك توك تتنوع بين قلة القيود المفروضة على المستخدمين، والسرعة في تحديث الميزات وغياب عناصر الملل، بفعل المحتوى المتجدد الذي يتم نشره على مدار الساعة، وذلك بدعم من إدارة التطبيق، التي تشجع المبدعين على تغذية محتوى المنصة، وبالإضافة الى ذلك، يتيح تيك توك للمستخدمين إمكانية "دعم" المؤثرين الموهوبين، من خلال برامج "للهدايا" المدفوعة، وهذا تحديداً ما يرفع نسبة المشتريات داخل التطبيق.

وبحسب أبو زيد فإن الناس باتت تهاجر من فيسبوك بحثاً عن منصات أكثر ترفيهاً، خصوصاً أن الأخير أدخل الكثير من التعديلات على الإعدادات، التي حولته إلى منصة مملة ومزعجة حتى بالنسبة للخبراء، الذين باتوا يجدون صعوبة في ممارسة أعمالهم على المنصة.

من جهته يقول صانع المحتوى وأخصائي التواصل الاجتماعي جوزيف علم في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القوة الحقيقية لـ "تيك توك"، تكمن فيما يشاهده المستخدمون ويخلقونه، مشيراً الى أن ما أدى إلى هروب فئة الشباب من فيسبوك هو رؤيتها لمحتوى لا يمثل تطلعاتها.

ووفقاً لعلم فإن أهم عناصر قوة تيك توك هي أن "الجميع يستطيع أن يرى الجميع"، فالتطبيق يتيح للمستخدمين رؤية ما ينشره الآخرون، حتى وإن لم يكونوا من متابعيهم وهذا أمر مدهش بالنسبة للمستخدمين، لافتاً الى أن إدارة التطبيق، درست السوق جيداً وعرفت ما يبحث عنه الجيل الشاب.

ورأى علم أن منصة تيك توك تفردت بالمحتوى الذي تقدمه وأعطت فرصة للعديد من الأشخاص، لتفجير مواهبهم بعد أن خذلهم محتوى فيسبوك، ولذلك فإننا نرى أن الناس تظهر بشكل مغاير تماماً على تيك توك.