أكد وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي الاثنين، إن مجموعة أوبك+ حريصة على تزويد العالم بإمدادات النفط التي يحتاجها، مضيفا أن أوبك+ ستظل دائما منظمة فنية موثوقة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على النفط.
وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، خلال الجلسة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول " أديبك 2022"، إن الإمارات تعزز جهودها لتأمين الطاقة للعالم في ظل امتلاكها استراتيجية واضحة لتنويع مصادر الطاقة ورفع معدل الاعتماد على النظيفة منها.
وأوضح "إن جهودنا الحالية تنصب على تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على النظيفة منها، وتحقيق التوازن بين ركائز الطاقة الثلاث المتمثلة بالتكلفة، الاستدامة، الأمن، فيما نعمل مع شركائنا تحت مظلة المنظمات الدولية، بهدف تسريع انتقال الطاقة ووصولها إلى الأسواق العالمية بمرونة أكبراً، بعيداً عن المتغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم في وقتنا الحالي.
وتابع وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي "لا يخفى عن الجميع ما واجهه العالم بالفعل من أزمة طاقة حرجة نتيجة الأوضاع الجيوسياسية وتسارعت الأنشطة الاقتصادية العالمية في أعقاب تفشي وباء "كوفيد 19"، وهو ما دفع البلدان إلى إعادة ترتيب أولوياتها الإستراتيجية في قطاع الطاقة، وأن الاستثمارات العالمية في مجال تخزين الطاقة واحتجاز الكربون وسلسلة قيمة الهيدروجين ارتفعت خلال العام الماضي، فيما شهد قطاع الطاقة المتجددة استثمارات تزيد على 365 مليار دولار، وهي علامات تشير إلى توجه العالم بالفعل نحو تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على النظيفة منها، وهو الأمر الذي انتهجته دولة الإمارات بهدف دفع عجلة التحول إلى النظيفة قدماً إلى الأمام، والمضي في تطبيق الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 من خلال مشاريع الطاقة الشمسية، وبرنامجنا الوطني للطاقة النووية السلمية، ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة.
ولفت إلى أن الوضع الحالي يؤكد الحاجة الملحة لتطوير والاستثمار في نظم طاقة حديثة ومستدامة وأمنة وبأسعار معقولة، والبحث عن سبل معالجة المعضلة الثلاثية في مجال الطاقة، وأن الاستثمار في إنتاج الهيدروكربونات النظيفة يعد أحد أهم المكونات الرئيسة في هذه النظم، وإحدى أولويات دولة الإمارات، وجزءا لا يتجزأ من التزامها بزيادة إنتاجية الطاقة، وضمان إمدادات طاقة عالمية مستقرة في المستقبل.
وذكر أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في تأمين إمدادات النفط في جميع أنحاء العالم، وتعد إحدى الدول الموردة للنفط والغاز الأقل من حيث انبعاثات الكربون في العالم، وأن مساعيها للحصول على طاقة منخفضة الكربون يقوم على أمن الإمدادات والاستدامة والحرص على مستقبل أقل تلوثاً، ولهذا السبب اتخذت الإمارات تدابير استباقية لإزالة الكربون والحد من الانبعاثات، وجذب الاستثمارات الرأسمالية طويلة الأجل اللازمة لمستقبل مستدام، بينما تبني وتستثمر في نظام طاقة أكثر تنوعاً، وتزيد بشكل ملحوظ من قدرة قطاع الهيدروكربونات لديها.
من ناحيته، قال مبعوث الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين إنه يجب تسعير الطاقة بطريقة تتيح النمو الاقتصادي، وإن قطاع النفط والغاز في حاجة لمزيد من الاستثمار.
وفي كلمته خلال المؤتمر أضاف هوكشتاين أن العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات "قوية وقديمة ودائمة".
من جانبه، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الاثنين إن المملكة والإمارات، تعززان الإنتاج والتكرير وتعملان على مشروعات للهيدروجين النظيف.
والدولتان من أكبر البلدان المصدرة للنفط الخام في العالم.
وأضاف الوزير السعودي خلال المنتدى أن الدولتين ستصبحان منتجتين نموذجيتين.
وفي سياق متصل، أكد وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، أن ضعف الاستثمارات تسبب بنقص في الطاقة بالعديد من الدول، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز يؤكد على ضرورة تنويع مصادر الطاقة
وفي وقت سابق اليوم، أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"،الدكتور سلطان الجابر، في كلمته الافتتاحية، أن العالم بحاجة "إلى كل الحلول المتاحة لتأمين احتياجاته من الطاقة، ولا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أو الطاقة النووية، أو الهيدروجين، فنحن بحاجة إليها جميعا، بالإضافة إلى الطاقات النظيفة التي سيتم اكتشافها وتطبيقها بعد ضمان جدواها الاقتصادية. الحل هو الجمع بين كل المصادر وليس الاختيار بينها".
وتابع قائلا: "العالم أصبح مدركا لحقيقة أن تراجع الاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز قد زاد من التحديات في قطاع الطاقة"، موضحا أن "البيانات والأرقام واضحة، فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية، سنخسر 5 ملايين برميل نفط يوميا كل عام من الإمدادات الحالية، نظرا للانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية. وهذا يجعل من الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جدا بالمقارنة مع ما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز. وإذا كان هناك درس مستفاد من هذا العام، فهو أن أمن الطاقة يمثل ركيزة أساسية للتقدم في شتى المجالات، الاقتصادية، والاجتماعية، وكذلك في العمل المناخي".
وانطلقت اليوم الاثنين فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستمر حتى 3 نوفمبر المقبل بمشاركة قادة القطاع وصُناع السياسات والمبتكرين من أنحاء العالم لمناقشة مستقبل الطاقة في أبوظبي.
ويستقطب "أديبك" مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع الطاقة العالمي للمشاركة والمساعدة في إيجاد الحلول الفعالة لأكثرمشكلات القطاع إلحاحاً تحت شعار "مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع".
و يلعب "أديبك 2022" دوراً محورياً في تسليط الضوء على الاحتياجات الحالية لقطاع الطاقة من حيث خفض الانبعاثات ورسم ملامح مستقبل الطاقة النظيفة.