على قدم وساق، تسعى الحكومة المصرية لاستغلال أزمة الطاقة في أوروبا لتنشيط الحركة السياحية التي تضررت خلال الشهور الماضية جراء اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا باعتبارهما أكبر مصدرين سياحي لها.
ووفق بيانات حكومية رسمية، تستهدف القاهرة زيادة إيرادات القطاع السياحي من المتوسط المقدّر حالياً ما بين 11 مليار دولار لـ12 مليار دولار سنوياً، إلى 30 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
ولم يغب قطاع السياحة عن فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي تنظمه الحكومة المصرية تحت شعار "خارطة طريق لاقتصاد أكثر تنافسية"، بمناقشة العديد من القضايا والملفات الاقتصادية تتعلق بأوضاع الاقتصاد المصري ومستقبله، بمشاركة واسعة من الوزراء ومسئولي الجهات الحكومية، وكبار الاقتصاديين والمفكرين، والخبراء محلياً ودولياً.
وخلال جلسة المؤتمر اليوم، دعا وزير السياحة المصري الأسبق والخبير الاقتصادي منير فخري، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنمية قطاع السياحة والعمل على حل مشكلاتها، بما يساهم في الوصول بالإيرادات السياحية إلى 30 مليار دولار سنوياً وفق الهدف الذي وضعته الحكومة.
وقال "فخري" إن قطاع السياحة مهم للغاية بالنسبة للاقتصاد المصري، فعبر موارده نستطيع أن نموّل متطلبات التنمية، وأن نسد الجزء الأكبر من الفجوة التمويلية ونقلل من العجز في ميزان المعاملات التجارية المصرية، اعتمادا على ما تمتلكه مصر من مقومات للنجاح لتنمية "صناعة السياحة".
وشدد على أن مصر أمامها فرصة عظيمة هذا الشتاء في إطار الظروف الصعبة التي تمر بها الدول الأوروبية وخصوصا الشمالية في خضم أزمة الطاقة جراء الحرب في أوكرانيا، وبالتالي يجب استغلال ذلك في دعوة السائحين بتلك الدول للاستمتاع بالأجواء المصرية.
مبادرات ترويجية
وفي خضم أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا، أطلقت مصر عددًا من المبادرات الترويجية مستهدفة جذب قطاع عريض من الأوروبيين خلال الشتاء المقبل، في ظل توقعات بشتاء قارص في القارة العجوز والمعاناة من ارتفاع أسعار الكهرباء ونقص غاز التدفئة.
وقال رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، عمرو القاضي، إن الحكومة المصرية تعمل بخطوات سريعة بشأن خطة تنفيذية لحملة ترويجية كبرى في مختلف الأسواق الأوروبية خاصة أوروبا الغربية لجذب السيّاح في موسم الشتاء المقبل.
وجاءت الحملة الترويجية المصرية تحت اسم "follow the sun أو اتبع الشمس"، في الوقت الذي أوضح "القاضي" أنها تأتي استغالًا للقدرات التي تتمتع بها مصر من دفء وأجواء مثالية.
"مكتبك على البحر"
ولم تكن تلك الحملة هي الوحيدة التي تستهدفها السلطات المصرية لجذب السياحة الأوروبية، إذ أطلق اتحاد الغرف الأوروبية مبادرة جديدة باسم "مكتبك في جنة دافئة على البحر"، مستهدفة عمل الملايين بدول الاتحاد الأوروبي من المنازل، وجذبهم إلى العمل في مصر، والابتعاد عن التخوفات من أزمة الطاقة جراء النقص الحاد في التدفئة بعد قطع إمداد الغاز الروسي.
وقال مصدر مُطلع بالاتحاد، في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية"، إن هذه الحملة تستهدف الترويج لعمل الأوروبيين عن بعد من المنتجعات المتواجدة على البحر الأحمر في المقام الأول، وكذلك على البحر المتوسط؛ استغلالًا للأجواء الدافئة بهما، على عكس الأوضاع في أوروبا التي ترتفع بها تكلفة المعيشة.
حوافز خاصة
من جانبه، قال عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية التابع لوزارة السياحة المصرية، حسام هزاع، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مصر ستكون مقصدًا للسياحة الأوروبية في موسم الشتاء المقبل خاصة مع تقديم حوافز لهم متمثلة في الطيران العارض منخفض التكاليف، والتسهيلات مع طول فترة، وشدد "هزاع" على أن الجو مناسب في مصر بالنسبة للسائح الأوروبي خاصة في عدم وجود الطاقة اللازمة للتدفئة والإحساس بالبرودة الشديدة في بلاده.
وأوضح أن في مصر تمتلك العديد من المقومات السياحية والأثرية التي تؤهلها لتكون وجهة السائح الأوروبي خاصة ما تتمتع به مدن الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة، وهذا يعود بنتائج إيجابية على قطاع السياحة المصري.
الإقامة، بحيث تكون تكلفة إقامة السائح الأوروبي خاصة في مصر بالنسبة لأوروبا الغربية أقل تكلفة من تواجده في بلاده.