خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب على النفط للمرة الرابعة منذ أبريل، بنحو 500 ألف برميل يوميا و400 ألف برميل يوميا في عامي 2022 و2023 على التوالي، مرجعة ذلك بشكل أساسي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، واستراتيجية صفر كوفيد في الصين بالإضافة إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسية.
وتوقعت "أوبك" في تقرير شهري أن ينمو الطلب على النفط خلال العام الجاري بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا، أو 2.7 بالمئة في 2022، بانخفاض 460 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة.
وتتوقع أوبك العام المقبل أن يرتفع الطلب على النفط بمقدار 2.34 مليون برميل يوميا، أي أقل بمقدار 360 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة.
وتعطي توقعات انخفاض الطلب سياقا إضافيا لتحرك أوبك وحلفائها الأسبوع الماضي، أو المجموعة المعروفة باسم أوبك+، لإجراء أكبر خفض في الإنتاج منذ عام 2020 لدعم السوق.
وتوقع التقرير أن ينمو الطلب على النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بـ1.4 مليون برميل يوميا خلال 2022، فيما من المتوقع أن ينمو الطلب في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بـ1.3 مليون برميل يوميا
وقالت أوبك في التقرير "دخل الاقتصاد العالمي في فترة من عدم اليقين المتزايد والتحديات المتزايدة، وسط استمرار ارتفاع مستويات التضخم، وتشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية الرئيسية، ومستويات الديون السيادية المرتفعة في العديد من المناطق، فضلا عن مشكلات الإمدادات المستمرة".
وعملت أوبك+ في معظم هذا العام على زيادة إنتاج النفط للتخلص من التخفيضات القياسية التي تم وضعها في عام 2020 بعد أن أدت جائحة كوفيد-19 إلى انخفاض الطلب.
ودعا قرارها في سبتمبر 2022 إلى زيادة 100 ألف برميل يوميا في هدف إنتاج المجموعة، منها حوالي 64 ألف برميل يوميا كان من المفترض أن تأتي من الدول العشر الأعضاء في أوبك.
وأظهر التقرير أن إنتاج أوبك ارتفع 146 ألف برميل يوميا إلى 29.77 مليون برميل يوميا في سبتمبر بقيادة السعودية ونيجيريا.
ومع ذلك، فإن أوبك تضخ أقل بكثير مما دعا إليه اتفاق أوبك+بسبب قلة الاستثمار في حقول النفط من قبل بعض الأعضاء.
وخفضت أوبك توقعاتها لنمو المعروض من خارجها في 2022 بنحو 200 ألف برميل يوميا. كما أبقت على توقعات نمو الطلب على نفط أعضائها دون تغيير
وأظهر التقرير أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع بـ 618 ألف برميل يوميا في أغسطس مدفوعا بارتفاع إنتاج النفط الليبي.
وخفضت أوبك توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2022 إلى2.7 بالمئة من 3.1 بالمئة، كما خفضت توقعات العام المقبل إلى 2.5 بالمئة وقالت إنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التراجع.
وذكرت أوبك في تقريرها "مخاطر التراجع الرئيسية لا تزال قائمة"، مضيفة أن هناك احتمالا محدودا للصعود بفعل عوامل مثل إجراءت مالية في الاتحاد الأوروبي والصين وأي حل للصراع في أوكرانيا.
يذكر أن تحالف أوبك+ كان قد أعلن خفض سقف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من شهر نوفمبر المقبل حتى ديسمبر 2023 ، فيما يُعدّ أكبر خفض للإنتاج منذ تفشّي وباء كورونا.
كما أفاد بيان أوبك+ الأسبوع الماضي، بتمديد "إعلان التعاون" حتى نهاية 2023، على أن يتم عقد الاجتماعات الوزارية كل 6 أشهر.