أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، اليوم الخميس، عن تصدير أول شحنة أمونيا منخفضة الكربون من إنتاج دولة الإمارات إلى ألمانيا.
وقالت "أدنوك" في بيان، إن هذه الشحنة تعد أول شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون يتم شحنها إلى ألمانيا، لصالح "أوربيس"، المزود العالمي الرائد للمعادن غير الحديدية وواحدة من أكبر شركات إعادة تدوير النحاس على مستوى العالم، ومقرها في هامبورغ.
شحنة الأمونيا منخفضة الكربون التجريبية، تم إنتاجها من قبل شركة "فرتيجلوب"، المشروع المشترك بين "أدنوك" و"أـو سي آي"، في مصنعها "فرتيل" في مجمع الرويس الصناعي بأبوظبي. وتعد الأولى ضمن عدة شحنات تجريبية تعتزم "أدنوك" تصديرها لعملائها في ألمانيا ضمن سعيها لتوسيع شراكتها الاستراتيجية في مجال الطاقة لتشمل جميع مكونات وجوانب سلسلة القيمة للهيدروجين.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب بيع "أدنوك" لعدة شحنات مماثلة من الأمونيا منخفضة الكربون لعملائها في آسيا.
وتخطط "أوروبيس" لاستخدام الأمونيا منخفضة الكربون كمادة وسيطة في مصنعها لقضبان الأسلاك، واختبار تطبيقها كمصدر إضافي للطاقة منخفض الكربون للتأهيل الصناعي. ويمتلك الهيدروجين الذي تحمله الأمونيا القدرة على أن يكون مصدرا للطاقة منخفضة الكربون لعمليات إنتاج المعادن المتعددة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، بحسب البيان.
وقالت "أدنوك" إن هذه الشحنة الجديدة خطوة جديدة ضمن خططها لرفع سعتها الإنتاجية من الأمونيا منخفضة الكربون في أبوظبي، حيث تعمل "أدنوك" على تطوير منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بسعة إنتاجية تصل إلى مليون طن متري سنويا ضمن منظومة "تعزيز" الصناعية المتكاملة الجديدة، التي تعد مركزا للخدمات الصناعية واللوجستية يدعم ويمكّن نمو مجمع الرويس الصناعي.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: "تمتلك دولة الإمارات علاقات ثنائية متميزة وراسخة مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويعد قطاع الطاقة مثالا على إمكانية تطوير هذه الروابط إلى تعاون استراتيجي في مجال الطاقة بين البلدين الصديقين".
وأضاف: "يسهم تصدير هذه الشحنة من الأمونيا منخفضة الكربون في توثيق علاقات الصداقة الوطيدة والشراكات المتنامية بين الدولتين في مجال الطاقة النظيفة، ويؤكد الدور المتنامي الذي تلعبه (أدنوك) كمورّد موثوق للطاقة منخفضة الانبعاثات، كما يتماشى مع خطط دولة الإمارات للاستفادة من فرص النمو في القطاع الصناعي التي يتيحها التحول في قطاع الطاقة".
وتابع قائلا: "تربطنا شراكات متنامية في مجال الطاقة النظيفة مع العديد من العملاء في ألمانيا، مما يؤكد التزام "أدنوك" بتنفيذ خططها الطموحة لزيادة سعتها الإنتاجية من الهيدروجين النظيف وأنواع الوقود الحامله له، والذي يعد عاملا مهما في الحد من الانبعاثات في القطاعات الصناعية التي يصعب عادة تخفيف انبعاثاتها. ونحن ملتزمون بتعزيز التعاون بين القطاعين الخاص والعام في مشاريع الهيدروجين النظيف نظرا لدوره في تسريع الحد من الانبعاثات وخفض كثافة الكربون من مصادر الطاقة التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية".
من جانبه قال رولاند هارينغز، الرئيس التنفيذي لشركة "أوروبيس": "باعتبارها الشركة المالكة لأكبر شبكة من مصاهر المعادن الأكثر كفاءة واستدامة في العالم، توفر (أوروبيس) المعادن التي تعتبر عنصرا أساسيا للقطاعات الرئيسية الكبرى مثل الطاقات المتجددة والنقل الكهربائي والرقمنة وبالتالي لإزالة الكربون.
وأضاف: "لضمان استقرار واستمرارية عملياتنا في مواقع الشركة المختلفة، نقوم بتوسيع محفظتنا من مصادر الطاقة الموثوقة والاستثمار في وسائل الحد من انبعاثات الكربون من عملياتنا الإنتاجية في نفس الوقت. تمثل هذه الشحنة التجريبية الأولى من الأمونيا منخفضة الكربون من إنتاج (أدنوك) انجازا كبيرا ومرحلة مهمة في تحقيق رؤيتنا طويلة المدى لحلول الهيدروجين التي تساعد في تحقيق أهدافنا في الحد من انبعاثات الكربون".
وكانت "أدنوك" قد وقعت خلال زيارة الدكتور روبرت هابيك، وزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في الحكومة الألمانية الاتحادية، إلى دولة الإمارات في شهر مارس الماضي اتفاقيات مع عدد من الشركات الألمانية تهدف لاستشكاف مجالات التعاون في إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون ومصادر الطاقة النظيفة المشتقة من الهيدروجين.
وتركز "أدنوك" على الاستفادة من الدخول المبكر لسوق الهيدروجين من خلال رفع السعة الإنتاجية من الأمونيا منخفضة الكربون لدعم طموح دولة الإمارات بتوفير 25 بالمئة تقريبا من احتياجات الأسواق العالمية الرئيسية من الهيدروجين.
ووفقاً للاستراتيجية الألمانية للهيدروجين التي تهدف لخفض الانبعاثات، من المتوقع أن يصل الطلب على الهيدروجين النظيف إلى 3 ملايين طن متري سنويا بحلول عام 2030، مع احتمال ارتفاع الطلب على هذه المادة في ألمانيا إلى أكثر من 15 مليون طن متري سنويا بحلول عام 2050، حيث من المتوقع أن يسهم الهيدروجين، وفقا لدراسة أجراها "مجلس الهيدروجين"، في تلبية 18 بالمئة تقريبا من احتياجات العالم من الطاقة.
وتُعد الأمونيا منخفضة الكربون وقودا ناقلا للهيدروجين ذو إمكانيات واعدة واستخدامات واسعة النطاق، حيث يستخدم في مجموعة واسعة من العمليات الصناعية، بما في ذلك النقل وتوليد الكهرباء والصناعات مثل إنتاج الصلب والأسمنت والأسمدة. ويتم تصنيع مادة الأمونيا الزرقاء من النيتروجين والهيدروجين "الأزرق" الناتج من الغاز الطبيعي، حيث يتم تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا، ويتم التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الذي يعد من النواتج الثانوية لهذه العملية.