ملأت فرنسا حتى صباح أمس 90 بالمئة من مخزونها من الغاز للشتاء، على ما أوردت المنصة الأوروبية "أغريغيتد غاز ستورج إنفنتوري"، وهي في طريقها لتحقيق أهدافها بمواجهة شتاء مهدد بأزمة طاقة على خلفية أزمة أوكرانيا.
وحددت الحكومة هدفا ملء طاقات تخزين الغاز الطبيعي في فرنسا بشكل كامل بحلول تشرين الثاني/نوفمبر، في وقت تنضب تدريجيّا الإمدادات الروسية للدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وفيما ترتفع أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية.
والخميس، ارتفع عقد الغاز الهولندي TTF القياسي في أوروبا إلى 318 يورو لكل ميغاواط ساعة قبل تقليص المكاسب، ولم يكن ذلك بعيدًا عن السعر القياسي البالغ 335 يورو الذي سجل في السابع من آذار/مارس الماضي، بعد وقت قصير من بدء أزمة أوكرانيا.
وقطعت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة منذ بداية الحرب في أوكرانيا صادرات الغاز عن عدد من الدول الأوروبية وخفضت بشكل كبير في حزيران/يونيو إمداداتها لأوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم".
وفي حال اكتمال مخزون فرنسا بنسبة مئة بالمئة، فإن ذلك سيوازي أكثر من 25 بالمئة من استهلاك الغاز السنوي في هذا البلد.
وبحسب المنصة، فإن ألمانيا ملأت مخزونها الإستراتيجي بنسبة 81,07 بالمئة. وإلى فرنسا، ثمة أربع دول أوروبية أخرى فقط من أصل 27 جمعت أكثر من 90 بالمئة من مخزونها هي البرتغال (100 بالمئة) وبولندا (99,56 بالمئة) والسويد (90,8 بالمئة) والدنمارك (93,76 بالمئة).
وملأت جميع الدول الأوروبية خزاناتها بأكثر من 50 بالمئة.
وتعتبر فرنسا التي شكل الغاز الطبيعي 15,8 بالمئة من استهلاكها الإجمالي للطاقة عام 2020، أنها في وضع أفضل من جيرانها.
وهي تعول على مخزون مكتمل من الغاز وعلى محطة جديدة للميثان تبدأ العمل اعتبارا من العام المقبل لتسلم إمدادات من الغاز المسال من دول غير روسيا.
وكانت وزيرة الانتقال في مجال الطاقة أنياس بانييه روناشير أعلنت في الصيف أن هدف الحكومة هو ملء المخزون بنسبة 100 بالمئة "قبل الأول من تشرين الثاني/نوفمبر"، بالمقارنة مع 85 بالمئة عادة في مثل هذا التاريخ.
ويبدو البلد متقدما على هذا الهدف الإستراتيجي في وقت حذر وزير الاقتصاد برونو لومير الأربعاء بأن "مسألة الغاز الروسي هي التي ستحسم قسما من النمو في أوروبا خلال الأشهر المقبلة" مشيرا إلى مخاطر الانكماش.
وفي ظل مخاطر حصول أزمة في الأشهر المقبلة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء خلال مجلس الوزراء إلى "وحدة الصف" إزاء نهاية "الوفرة"، مشددا على لزوم "التقشف في مجال الطاقة" ولا سيما حيال التحول الجاري لمواجهة التغير المناخي.
وحتى في حال ملء المخزون بالكامل، سيتعين الحد من الاستهلاك للتمكن من قضاء فصل الشتاء على ما يرام، سواء على صعيد الغاز أو على صعيد الكهرباء.
يذكر أن نسبة امتلاء مخزونات الغاز في أوروبا قد وصلت إلى 100 بالمئة في البرتغال، وبولندا.