تعمل السلطات في مصر حاليا على تنفيذ خطة لتطوير محاصيل زراعية "ذكية"، قادرة على التكيف مع تغيرات المناخ وتتواءم مع شح المياه، حسبما أكد مسؤول حكومي لموقع "سكاي نيوز عربية".
وتسعى الخطة لتطوير أصناف جديدة من محاصيل الأرز والذرة والقمح، ونجحت بالفعل في استنباط صنف أرز جديد قادر على التكيف مع زيادة ملوحة التربة نتيجة التغيرات المناخية، ويحتاج كميات أقل من المياه.
وبحسب تقارير منظمة الغذاء العالمية، يعتبر الأرز من المحاصيل الغذائية الأساسية لأكثر من نصف سكان العالم، وبما أن معدل النمو السكاني يزيد بما يعادل 100 مليون شخص سنويا، فإن الطلب على الغذاء يرتفع بشكل مضطرد.
وتقول المنظمة إن "الثورة الخضراء قدمت الغذاء لحوالي 600 مليون شخص إضافي"، لكنها أكدت أن أحدا لم يتوقع آثار التغيرات المناخية التي يواجهها العالم اليوم، مما فرض إعادة هيكلة النشاط الزراعي العالمي، خاصة بالنسبة لمحصول الأرز.
رئيس المشروع القومي لتطوير الأرز الهجين والسوبر في مصر حمدي الموافي، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن خطة الحكومة تسعى لتطوير أصناف جديدة من محاصيل الحبوب، قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية وكذلك تحقق إنتاجية عالية.
وأضاف أن مصر نجحت بالفعل في استنباط صنف جديد من الأزر الذي يحقق معادلة التكيف مع البيئة ويوفر المياه، و"هذا الصنف الجديد يسمى (سخا سوبر 300) ويتميز بأنه أرز كبير الحبة، ويمثل أول محصول في مصر والمنطقة يتم تهجينه وإدخال صفات العملقة عليه".
وتابع الموافي: "كنت أول من استنبط هذا الصنف، وحصلت عنه على الجائزة الذهبية للابتكار في المعرض الدولي الثامن والأربعين للاختراعات في جنيف مارس الماضي".
وشدد المسؤول المصري على أن هذا المحصول الجديد لا يحتاج المياه بكميات كبيرة مثل التي يحتاجها الأزر التقليدي، بل يمكن ريه على فترات متباعدة كأي محصول آخر، وبالتالي فهو يتكيف مع شح المياه، كما أنه يتواءم مع ملوحة التربة، حيث أدت التغيرات المناخية إلى ارتفاع نسبتها في دلتا مصر التي تشتهر بزراعة الأرز.
وأوضح أن "الصنف الجديد من الأرز يتميز كذلك بإنتاجيته العالية، حيث إن الفدان من الأزر (سخا سوبر 300) ينتج ما يقارب 6 أطنان للفدان، بينما الأرز التقليدي لا ينتج أكثر من 4.5 طن، وهذا يحقق للبلاد زيادة في الدخل تتخطى مليار جنيه سنويا".
وأكمل الموافي حديثه قائلا: "بالإضافة لذلك، فإن هذا النوع الجديد من الأرز يوفر 3 مليارات متر مكعب من المياه، أي ما يمثل من 30 إلى 40 بالمئة من استهلاك مياه الأرز، فضلا عن قدرته على التكيف مع معظم الظروف البيئية".
وكشف أن المساحة المزروعة بالصنف الجديد من الأرز الآن في مصر تصل إلى حوالي 300 ألف فدان، وتمثل حوالي 30 بالمئة من إجمالي مساحة الأرز في البلاد، و"هناك اتجاه لزيادتها سنويا نظرا لجدواها الاقتصادية الكبيرة، ومراعاة لظروف التغيرات المناخية".