يوما بعد يوم يتزايد الاهتمام الدولي بقضايا البيئة وبكيفية تحقيق الاستدامة في كافة نواحي الحياة، وكمظهر من مظاهر هذا الاهتمام المتزايد، انتشر في السنوات الأخيرة مفهوم "الاستثمار في الأنشطة المناخية" الذي يدعم التوجّه نحو الاقتصاد الأخضر.
ويعتبر الكثير من المستثمرين أن الوقت الحالي مثالي للاستثمار بكل ما هو "أخضر" بالمفهوم البيئي، وللاستفادة من الفرص الذي يوفرها هذا القطاع.
وفي ظل المفاهيم المتشعبة المتعلقة بـ "الاستثمارات المناخية" يبقى السؤال الأبرز ما هي أفضل التوجهات الاستثمارية ضمن هذا المجال: هل هي المدن الذكية، المباني الخضراء، تخزين الطاقة أم السندات الخضراء؟
فرص استثمارية
بحسب الدكتور محمد طه وهو مهندس استشاري في علم الطاقة المتجددة فإن "الاستثمار في الأنشطة المناخية" يمثل أعظم فرصة تجارية في عصرنا، معتبرا أن كل شخص يستثمر في هذا المجال، يسهم في دعم "مناخ الأمل" الذي سينقذ الكرة الأرضية من دخول "حلقة الموت" التي تهدد البشرية بفعل التغير المناخي.
وأكد طه في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن قطاعات المدن الذكية، والمباني الخضراء، وتخزين الطاقة والسندات الخضراء تشكل جميعها أفضل الفرص الاستثمارية حاليا، ولكن التوجه للاستثمار بقطاع "المدن الذكية" يعني أن المستثمر جمع باستثماره عدة قطاعات تحت مظلة واحدة.
وأشار طه إلى أن "النمو الأخضر" سيكون هو القاعدة في السنوات المقبلة، وبالتالي فإن اختيار "المدن الذكية" كأفضل توجه، لا يعني أن الاستثمارات الأخرى غير مفيدة، خاصة "السندات الخضراء" التي تلقى رواجا كبيرا في العالم، وهو مفهوم باتت تتبناه أضخم الشركات العالمية.
حجر المستقبل
وحول مستقبل الاستثمار في مجال البيئة، قال المهندس محمد بصبوص المختص بالتنظيم المدني والنقل في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": إن مؤسسات الأعمال في العالم لم تعد تملك ترف تجاهل نمو سوق أنشطة الأعمال المناخية، وهي أصبحت مجبرة على استثمار مواردها بهذه الأنشطة التي باتت تعتبر حجر زاوية في مستقبل الاقتصادات العالمية.
ولفت بصبوص إلى أن "حجم قطاع سوق المدن الذكية بلغ نحو 739 مليار دولار أميركي في عام 2020 ومن المتوقع أن يصل إلى 2036 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026، أي أنها ستنمو بمعدل نمو سنوي مركّب قدره 18.22 بالمئة وذلك خلال الفترة الممتدة بين 2021 و2026، ما سيمنح هذا التوجه دفعا هائلا".
وإلى جانب المدن الذكية، يرى بصبوص أن الشركات تقودها حاليا طموحات زيادة الاستثمارات في أنشطة إنتاج وتخزين الطاقة، وذلك بهدف توفير طاقة نظيفة بأسعار معقولة، خصوصا بعد الارتباك الحاصل في سوق الطاقة التقليدية، والذي تسببت به الحرب الروسية الأوكرانية، متوقعا أن يكون "تخزين الطاقة" أيضا ضمن أفضل التوجهات الاستثمارية في السنوات المقبلة.