ألغت بعض شركات الطيران رحلاتها الجوية إلى مدينة تايبه، عاصمة تايوان، وغيرت بعض الشركات الأخرى مسارات رحلات الطيران لتتجنب المجال الجوي القريب لتايوان، والذي أغلق أمام الطيران المدني خلال التدريبات العسكرية الصينية، التي أشعلتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان.
ونشرت بكين عشرات الطائرات والصواريخ بالقرب من الجزيرة، أمس الخميس، في أكبر تدريبات تجريها على الإطلاق في مضيق تايوان، والتي من المقرر أن تستمر حتى ظهر يوم الأحد بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش) في ست مناطق تطوق معظم الجزيرة.
ويعتبر المجال الجوي المعني صغير نسبيا، لكن التعطيل الناجم عن أكبر مناورات عسكرية تجريها الصين في المنطقة منذ إطلاقها صواريخ قبالة الساحل في عام 1996، يعيق السفر بين جنوب شرق وشمال شرق آسيا.
ويحدث إغلاق المجالات الجوية وتغيير مسارات الرحلات في شتى أنحاء العالم خلال التدريبات العسكرية الكبيرة.
إلا أن الوضع الحالي غير معتاد، إذ أن التدريبات الصينية تقسم 12 ميلا بحريا (22 كيلومترا) من المياه الإقليمية التي تطالب بها تايوان، وهو ما يقول المسؤولون بالجزيرة إنه يتحدى النظام الدولي، ويصل إلى حد فرض حصار على بحرها ومجالها الجوي.
وأعلنت شركتا كوريا للطيران، والخطوط الجوية السنغافورية، إلغاء الرحلات من وإلى تايبه، اليوم الجمعة بسبب المناورات، كما ألغت شركة الطيران الكورية رحلاتها ليوم غد السبت، وأرجأت رحلات الأحد.
وقال متحدثان باسم شركتي "إيه.إن.إيه" اليابانية القابضة، والخطوط الجوية اليابانية، إن الرحلات إلى تايبه ما زالت مستمرة كالمعتاد، لكنهما تتجنبان المجال الجوي المتضرر خلال تلك الرحلات، وأيضا في المسارات المؤدية إلى هونغ كونغ وجنوب شرق آسيا.
وقالت كل من شركة طيران "كاثي باسيفيك" في هونغ كونغ، والخطوط الجوية الفلبينية إن رحلاتهما تتجنب مناطق المجال الجوي المحددة حول تايوان، في خطوة قد تؤدي إلى إطالة زمن بعض الرحلات، بينما حذرت هيئة تنظيم الطيران الفيتنامية شركات الطيران المحلية لتتجنب المنطقة.
وأظهرت خدمة تتبع الرحلات "فلايت رادار 24" أن الخطوط الجوية الصينية وإيفا للطيران، وهما شركتا طيران تايوانيتان، لا تزالان تسيران رحلات من وإلى الجزيرة حتى صباح اليوم الجمعة، وكذلك شركتا الشحن فيديكس كورب ويونايتد بارسل سيرفيس مع تجنب المناطق المتأثرة بالمناورات.
كما أظهرت "فلايت رادار 24" أن هناك رحلات لطيران الإمارات ويونايتد إيرلاينز والخطوط الجوية التركية في الطريق إلى تايبه صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.
ومع ذلك، فإن المجال الجوي المعني ضئيل في تأثيره على قطاع الطيران العالمي، مقارنة بقرار معظم شركات الطيران تجنب التحليق فوق أماكن أخرى.