قال أوليه أوستينكو، المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، إن أوكرانيا لديها القدرة على تصدير 60 مليون طن من الحبوب على مدى الأشهر التسعة المقبلة، لكن هذه المدة قد تطول إلى 24 شهرا إذا لم تعمل موانئها بشكل صحيح.
جاءت تصريحات أوستينكو للتلفزيون الأوكراني اليوم الأحد، عقب القصف الصاروخي الروسي على ميناء "أوديسا" الأوكراني أمس، والذي أثار شكوكا بشأن ما إذا كانت روسيا ستلتزم بالاتفاق الذي جرى توقيعه يوم الجمعة في إسطنبول بهدف تخفيف نقص الغذاء العالمي الناجم عن الحرب.
وقال أوستينكو إن الهجوم على أوديسا أظهر أنه لا يزال من الممكن أن تتعطل عمليات التسليم بشكل كبير. وأضاف: "هجوم أمس يشير إلى أن الأمور لن تسير يقينا كما ينبغي".
ورغم القصف، واصلت أوكرانيا جهودها اليوم الأحد لاستئناف تصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود. ونقلت قناة سوسبيلن التلفزيونية الأوكرانية الرسمية عن الجيش الأوكراني قوله إن الصواريخ لم تلحق أضرارا كبيرة بمنطقة تخزين الحبوب في الميناء أو تتسبب في دمار كبير، وقالت كييف إن الاستعدادات لاستئناف شحنات الحبوب جارية.
وقال أولكسندر كوبراكوف وزير البنية التحتية على فيسبوك "نواصل الاستعدادات الفنية لاستئناف صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا".
ولاقى الاتفاق الذي وقعته موسكو وكييف يوم الجمعة برعاية تركيا والأمم المتحدة ترحيبا باعتباره انفراجة دبلوماسية ستساعد في الحد من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية باستعادة تصدير شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى مستوياتها قبل الحرب والتي كانت خمسة ملايين طن شهريا.
واستنكرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا بقوة قصف أوديسا، الذي يمثل خرقا على ما يبدو خرقا لشروط اتفاق يوم الجمعة والذي من شأنه أن يسمح بمرور آمن من وإلى الموانئ الأوكرانية.
وتُعتبر روسيا وأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدى حصار الأسطول الروسي في البحر الأسود للموانئ الأوكرانية منذ بداية العمليات العسكرية في 24 فبراير إلى احتجاز عشرات ملايين الأطنان من الحبوب، مما أدى إلى زيادة اختناقات سلسلة التوريد العالمية.
وتسبب ذلك، إلى جانب العقوبات الغربية على روسيا، في قفزة في أسعار الغذاء والطاقة مما دفع نحو 47 مليون إنسان إلى "الجوع الحاد"، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء وتنحي باللوم على العقوبات الغربية في تباطؤ صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة وعلى أوكرانيا بسبب تلغيم الطرق المؤدية إلى موانئها.
ولغَّمت أوكرانيا المياه بالقرب من موانئها كجزء من دفاعاتها الحربية، لكن بموجب الاتفاق، سيوجه مرشدون السفن على امتداد الممرات الآمنة في مياهها الإقليمية.
وسيراقب مركز تنسيق مشترك، يضم أعضاء من أطراف الاتفاق الأربعة، السفن العابرة من البحر الأسود إلى مضيق البوسفور في تركيا ومنه إلى الأسواق العالمية. واتفقت جميع الأطراف يوم الجمعة على عدم استهدافهم بهجمات.