ويدرس البنك المركزي الأوروبي في الوقت الحالي إمكانية رفع الفائدة بنسبة 0.5 بالمئة (أو 50 نقطة أساس)، وهو ضعف ما كانت أعلنت عنه رئيسة البنك كريستين لاغارد الشهر الماضي، وذلك في ظل تسارع معدلات التضخم وبلوغها 8.6 بالمئة في يونيو الماضي، أي أكثر من أربعة أضعاف مستهدف المركزي عند 2 بالمئة، بحسب ما ذكرته وكالة "بلومبرغ".

التوجه الرسمي حتى الآن هو زيادة الفائدة 25 نقطة أساس كبداية لعملية رفع الفائدة، ومن غير الواضح ما إذا كان مضاعفة هذا الرقم سيلقى الدعم الكافي من مسؤولي المركزي الأوروبي.

وكانت لاغارد تركت الباب مفتوحا أمام زيادة أكبر في أسعار الفائدة في خطاب ألقته يوم 28 يونيو الماضي، وقالت: "من الواضح أن هناك ظروفا لن يكون التدرج فيها مناسبا.. إذا رأينا، على سبيل المثال، تضخما أعلى يهدد تثبيت توقعات التضخم، أو علامات على خسارة دائمة للإمكانات الاقتصادية التي تحد من توافر الموارد، فسنحتاج إلى التحرك بشكل أسرع".

ويواجه المركزي الأوروبي ضغوطا كبيرة من أجل كبح التضخم الذي تفاقم بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية.

ويعتبر كثير من المحللين أن تأخر المركزي الأوروبي عن مواكبة تشديد السياسة النقدية في العالم وخاصة في الولايات المتحدة كان سببا رئيسيا في انخفاض سعر صرف اليورو الذي وصل إلى مرحلة التعادل مع الدولار الأميركي في الأيام الماضية لأول مرة منذ 20 عاما، قبل أن يستعيد بعض خسائره.

وبعد ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة لقمة جديدة في يونيو الماضي هي الأعلى منذ أكثر من 4 عقود، تزايدت التوقعات بزيادة الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة 75 نقطة في وقت لاحق من هذا الشهر، مواصلا سلسلة من رفع الفائدة وسحب السيولة من الأسواق بهدف السيطرة على الأسعار.

ويتوقع غالبية الاقتصاديين في استطلاع لوكالة بلومبرغ أن يرفع المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس.

قال ماثيو رايان، رئيس استراتيجية السوق في "إيبيري"، لوكالة بلومبرغ: "لا نستبعد رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع هذا الأسبوع.. لقد رأينا بالفعل معظم البنوك المركزية الكبرى تقدم زيادات وفيرة في أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة في محاولة للسيطرة على نمو الأسعار المتفشي، بل إن هناك حديثا عن أن الفيدرالي الأميركي قد يفكر في زيادة بنقطة مئوية واحدة في وقت لاحق من هذا الشهر".