تراجع سعر صرف العملة الهندية إلى أكثر من 80 روبية للدولار، اليوم الثلاثاء، وذلك للمرة الأولى، في وقت يعزز الدولار موقعه ويزداد تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى الخارج.
وأظهرت بيانات "بلومبرغ" أن سعر الروبية بلغ 80,0600 في مقابل الدولار بعيد بدء التداول.
وأدى ارتفاع مستوى التضخم ومعدلات الفائدة في الولايات المتحدة والذي ترافق مع المخاوف من ركود اقتصادي وشيك في أكبر اقتصاد في العالم إلى ارتفاع سعر الدولار في الأسابيع الأخيرة في وقت يحاول المستثمرون تجنّب المخاطر.
وفاقم تشديد السياسة النقدية الأميركية من خروج رؤوس الأموال من أسواق ناشئة مثل الهند حيث سحب مستثمرون أجانب مبلغاً صافياً قدره 30.8 مليار دولار على شكل ديون وأسهم هذا العام.
وفي بيان خطي موجّه إلى البرلمان الاثنين، أرجعت وزيرة المال الهندية نيرمالا سيثارامان التراجع الكبير للروبية إلى أسباب خارجية.
وأضافت أن "عوامل دولية مثل النزاع الروسي الأوكراني وارتفاع أسعار خام النفط وتشديد الظروف المالية العالمية هي الأسباب الرئيسية لتراجع الروبية الهندية أمام الدولار الأميركي".
وقالت إنه مع ذلك، فإن العملة الهندية تحسّنت في مقابل الجنيه الإسترليني والين الياباني واليورو خلال عام 2022.
وأدى ارتفاع أسعار النفط إلى تدهور الميزان التجاري في الهند التي تستورد 80 بالمئة من احتياجاتها النفطية.
وازداد العجز التجاري على صعيد البضائع في الهند ليسجل مستوى قياسياً بلغ 26.18 مليار دولار في يونيو، وفق ما كشفت بيانات رسمية الأسبوع الماضي، وهو ما يعود بشكل أساسي إلى ارتفاع تكاليف استيراد النفط والفحم.
وفي مراجعتها الاقتصادية الشهرية، قالت وزارة المال إن ازدياد تكاليف الواردات من شأنه أن يفاقم العجز الحالي في الحساب ويؤدي إلى هبوط قيمة الروبية بشكل إضافي.
وانخفض التضخم في أسعار المواد الاستهلاكية في الهند، سادس أكبر قوة اقتصادية في العالم، بشكل طفيف ليصل إلى 7.01 بالمئة في يونيو بعدما بلغ أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات في أبريل مسجلا 7.79 بالمئة.
لكن ارتفاع الأسعار بقي أعلى من هدف 2 إلى 6 بالمئة الذي حدده المصرف المركزي رغم رفع معدلات الفائدة في مايو ويونيو.
كذلك، باع المصرف المركزي أكثر من 34 مليار دولار من احتياطاته من العملات الأجنبية على أمل المحافظة على استقرار الروبية.
وقال بنك الاحتياطي الهندي (البنك المركزي)، يوم الأحد الماضي، إن اقتصاد الهند ما زال مرنا في مواجهة الرياح العالمية المعاكسة ومن المتوقع أن يظل في طريقه ليصبح الاقتصاد الأسرع نموا في العالم بعد تراجع التضخم عن الذروة التي وصل إليها في الآونة الأخيرة.
وأضاف البنك في نشرة إن هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من جديد ونمو الزراعة رفع التوقعات بأن الطلب في الريف سوف يلحق قريبا بالإنفاق في المدن ويعزز الانتعاش.
وأضاف المركزي الهندي إذا استمر اعتدال أسعار السلع الأساسية الذي شهدته الأسواق في الأسابيع الأخيرة جنبا إلى جنب مع تخفيف ضغوط سلسلة التوريد فإن الفترة الأسوأ في الارتفاع الأخير في التضخم سوف تنتهي.
وقال البنك "هناك بعض الأدلة الآن على أن ضغوط سلسلة التوريد بلغت ذروتها على الصعيد العالمي وفي الهند وبالتالي فإن المصدر الرئيسي لضغوط التضخم التصاعدية ربما ينحسر".