ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية اليوم الاثنين نقلا عن مصادر مطلعة أن كندا أرسلت توربين خط أنابيب غاز "نورد ستريم" إلى ألمانيا على متن طائرة يوم 17 يوليو بعد الانتهاء من إصلاحه، وذلك على الرغم من اعتراض أوكرانيا على هذه الخطوة التي تعتبرها انتهاكاً للعقوبات المفروضة على موسكو.
وقالت الصحيفة الروسية إن وصول التوربين إلى روسيا سيستغرق من خمسة إلى سبعة أيام أخرى ما لم تكن هناك مشكلات تتعلق بالخدمات اللوجستية والجمارك.
وخلال محادثة هاتفية أمس الأحد، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، من أن الأوكرانيين لن يقبلوا أبدا القرار الكندي بإعادة التوربينات إلى ألمانيا "في انتهاك لنظام العقوبات" ضد روسيا.
كانت كندا أعلنت في مطلع الأسبوع الماضي إنها قررت تسليم توربينات خاصة بخط أنابيب نورد ستريم التابع لشركة "غازبروم" النفطية الروسية العملاقة إلى ألمانيا بعد إصلاحها، في موقف انتقده بشدة الرئيس الأوكراني واعتبره "غير مقبول".
ويعد التوربين ضروريا لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم 1) الذي تستخدمه شركة "غازبروم" الروسية لإمداد ألمانيا بالغاز الطبيعي.
وبدأت "غازبروم" عملية الصيانة الدورية لخط غاز "نورد ستريم 1" في 11 يوليو وستستمر لمدة 10 أيام، لكن هناك مخاوف قوية لدى دول الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا من أن روسيا لن تعيد تشغيل خط الغاز ما يهددها بنقص حاد في إمدادت الغاز الذي تعتمد عليه بشكل أساسي في تدفئة المنازل وتشغيل المصانع.
يعتبر "نورد ستريم 1" أكبر طريق منفرد للغاز الروسي، ويصل مباشرة إلى ألمانيا، عبر بحر البلطيق، حيث يجلب 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً. واستهلكت ألمانيا 100 مليار متر مكعب العام الماضي، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وبحسب تقارير صحفية فإن "توربين" الغاز الذي أرسلته كندا بعد إصلاحه ضروري لصيانة خط أنابيب الغاز "نوردستريم 1"، وأن السامح بتسليمه إلى "غازبروم" من شأنه أن يرفع من مستوى إمدادات الغاز الروسي لبرلين.
كانت نائبة رئيس الوزراء الكندي وزيرة المال كريستيا دافعت السبت عن القرار الكندي، مشددة على أنه "القرار الصائب"رغم أن اتخاذه كان "صعبا جدا".
وبررت أوتاوا قرارها إعفاء هذه التوربينات من العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بضرورة عدم تعريض إمدادات الطاقة الأوروبية، خصوصا الألمانية، للخطر.
وكانت روسيا مصدر 65 بالمئة من الغاز الطبيعي الذي تستورده ألمانيا حتى وقت سابق من العام الجاري، لكن ذلك انخفض إلى أقل من 40 بالمئة.
تعتمد نصف الأسر الألمانية على الغاز من أجل التدفئة، خاصة في الفترة من أكتوبر وحتى مارس، وسيؤدي عدم فتح خط "نورد ستريم 1" إلى إفساد خطط ألمانيا لملء مخازنها تحت الأرض قبل الشتاء، خاصة أن العثور على بدائل للغاز الروسي في الوقت الحالي ليس سهلاً مع تكالب الدول على استيراد الغاز الطبيعي المسال.