أبحرت أول سفينة محملة بسبعة آلاف طن من الحبوب من مرفأ برديانسك الأوكراني الذي تسيطر عليه القوات الروسية، بعد توقف دام عدة أشهر، في خضم الصراع بين موسكو وكييف الذي ألقى بظلاله على تأثر حركة نقل الحبوب، الأمر الذي وضع الغذاء العالمي أمام تحديات جمّة.

أخبار ذات صلة

روسيا تنسحب من "جزيرة الثعبان".. وتبرر موقفها: بادرة حسن نية

وقال رئيس إدارة المنطقة الموالية لروسيا يفغيني باليتسكي، في رسالة له عبر تطبيق "تليغرام"، الخميس، إنه "بعد توقف دام عدة أشهر، غادرت أول سفينة تجارية مرفأ برديانسك التجاري محملة سبعة آلاف طن من الحبوب إلى دول صديقة".

ويرى خبراء ومحللون اقتصاديون، أن جهودًا دولية مكثفة تجرى حالياً للمساعدة في خروج شاحنات الحبوب الأوكرانية إلى العالم الخارجي، للمساهمة في حل أزمة الغذاء وخفض أسعار الحبوب وعلى رأسها القمح، التي ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، معتبرين أن إبحار أول سفينة اليوم تحمل انفراجة لهذه الأزمة.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال في وقت سابق هذا الشهر، إن هناك "مفاوضات صعبة" تجرى لرفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية، حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب.

ومع اندلاع الحرب في فبراير الماضي، توقفت صادرات الحبوب الأوكرانية، وظلت الشحنات حبيسة المخازن في الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. في المقابل، تشكو روسيا من عراقيل تعترض سبل صادراتها بسبب العقوبات الغربية.

وساطة تركية

أخبار ذات صلة

شبح الجوع يتمدد.. غوتيريش يحذر من خطر كبير

وأمس، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على جهود بلاده في حل أزمة إخراج الحبوب الأوكرانية.

من جانبه، قال أردوغان إن بلاده تواصل مساعي حل ازمة الحبوب في أوكرانيا باتباع "سياسة متوازنة".

وتناقش موسكو وأنقرة إنشاء ممر بحري في البحر الأسود يسمح بمرور صادرات الحبوب الأوكرانية، للمساهمة في حل أزمة الغذاء العالمي التي تفاقمت خلال الشهور الأخيرة.

وفي وقت سابق حذرت الأمم المتحدة من احتمال وقوع مجاعات واضطرابات حول العالم، في حال لم تفتح الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود.

وإزاء ذلك، ناشدت وزارة الزراعة الأوكرانية حكومات الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بتقديم منشآت تخزين مؤقتة، وهي إما عبوات بلاستيكية كبيرة خاصة أو صوامع مؤقتة.

وتتخوف كييف من نقص في السعة التخزينية يصل إلى نحو 15 مليون طن، عندما ينتهي حصاد محصول الذرة في الخريف.

تروس: من الضروري توفير ممر آمن لتصدير الحبوب الأوكرانية

ضغوط عالمية

أخبار ذات صلة

بوتن يوضح سبب التضخم العالمي وأزمة "الحبوب"

من جانبه، قال خبير الاقتصاد السياسي، علي الإدريسي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن وقف تصدير الحبوب الأوكرانية يؤثر سلباً على وضع الغذاء العالمي، لكن العالم حالياً يبحث عن بدائل سريعة، جزء منها في المفاوضات التي تدعمها أنقرة، وآخر في تقديم بولندا حلولًا لاستخدام موانيها وطرقها البرية في مرور سفن الحبوب إلى الدول المستوردة، لحل أزمة الغذاء.

وتحاول بولندا ودول أوروبية أخرى زيادة سعة الطرق البرية لنقل الحبوب الأوكرانية، لكنها لا تزال تواجه العديد من العقبات.

وأضاف الإدريسي أن "العالم يحاول أن يبحث عن مزيد من البدائل والحلول لأن أزمة الغذاء أصبحت تطال الجميع بلا استثناء، بخلاف أن هذه المشكلة لم تعد مرتبطة بأوكرانيا وحدها، حيث أعلنت بعض الدول وقف تصدير القمح في هذه الظروف، ومن بينها الهند التي تعد واحدة من أكبر منتجي القمح على مستوى العالم".

وأثار قرار الهند بحظر تصدير القمح استياءً في الخارج خاصة أنه يأتي وسط الارتفاع الحاد في الأسعار منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.

 ولفت إلى أن الدول تحاول التعاون بشكل كبير لتوفير الحبوب وعلى رأسها القمح للعمل على تراجع الأسعار، خاصة أن المشكلة الكبرى بالأخص للدول التي تعتمد على الاستيراد لتوفير أمنها الغذائي.

أخبار ذات صلة

أزمة الحبوب الأوكرانية.. زاخاروفا تدافع وسفينة تركية تتحرك

واعتبر الإدريسي أن هذه الأزمة تأتي نتيجة "مباراة تكسير العظام"، بين روسيا من جانب، والغرب والولايات المتحدة من جانب آخر، حيث يسعى كل طرف للضغط على الجانب الآخر لتنفيذ مطالبه، مضيفًا: "روسيا تضغط بملفي النفط والحبوب، والغرب يضغط بعقوبات اقتصادية وتقليل واردات النفط وتقليل المعاملات التجارية، لكن من يدفع الثمن في هذه الأزمة هو الاقتصاد العالمي والدول النامية".

وفي العادة كانت أوكرانيا - خامس أكبر مصدر للقمح في العالم- تصدًر ما يصل إلى ستة ملايين طن من القمح شهريا وقت السلم، لكن حصار موانئها البحرية خفض الكمية إلى 300 ألف طن في مارس وحوالي مليون طن في أبريل.

الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. يدفع ثمنها فقراء العالم