عكست الأزمات العالمية المتتالية تداعياتها على شركة "بريتش أمريكان توباكو"، ثاني أكبر منتج للسجائر في العالم، التي تتجه لتصفية أعمالها في مصر، لتختفي بذلك أصناف شهيرة من السجائر الأجنبية من أمام المدخن المصري.
وأرجع مسؤولون في الشركة وخبراء اقتصاديون، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، قرار الشركة إلى الخسائر التي تكبدتها بعد عزوف بعض المصريين عن شراء منتجاتها والاتجاه لمنتجات أرخص، نتيجة الارتفاع المتتالي لأسعار السجائر، وزيادة تكلفة مواد الإنتاج والاستيراد.
وبحسب مسؤولي الشركة، فإنها ستتوقف، بداية من الخميس، عن الاستيراد وتصنيع منتجاتها في مصر، ومن أشهرها سجائرها "روثمانز" و"لاكي سترايك" و"دانهيل" و"كينت" و"فايسروي"، علاوة على سجائر التبغ المسخن "غلو".
وتعمل "بريتش أميركان توباكو" في السوق المصري منذ 22 عاما، وقالت في تعليل أسباب انسحابها من السوق المصري إنه "لوقف نزيف الخسائر"، وكذلك "الرغبة في إعادة هيكلة محفظتها الاستثمارية".
الجدوى الاستثمارية
وقالت مديرة العلاقات الحكومية والخارجية بالشركة، ماريانا عزيز، إن "مراجعة استراتيجية الشركة طويلة الأجل بشكل دوري، دفعت بعد تقييم الجدوى الاستثمارية، لاتخاذ قرار وقف النشاط في مصر".
وأوضحت أن القرار "لا يتعلق بالسوق المصرية، بقدر ارتباطه باستراتيجية الشركة وخططها الاستثمارية والأسواق المستهدفة".
وعن مصير الموظفين، قالت عزيز إن "إدارة الشركة تناقش الموظفين في عملية الخروج وتدعمهم"، لافتة إلى أن "نحو 75 بالمئة من الموظفين، البالغ عددهم 160، غادروا الشركة الأربعاء، بينما يستكمل الباقون مهامهم حتى اكتمال عملية الخروج".
رفع الأسعار
ووفق رئيس شعبة منتجي الدخان في اتحاد الصناعات المصرية، إبراهيم الإمبابي، فإن شركة "بريتش أميركان توباكو" تحقق خسائر منذ 4 سنوات، وتتقلص حصتها السوقية، في وقت يترقب السوق دخول منتج جديد، بعد طرح رخصة تصنيع جديدة من هيئة التنمية الصناعية.
ولفت الإمبابي إلى أن سوق السجائر المصرية "شهدت تغيرات عديدة السنوات الأخيرة، بسبب الزيادات التي طرأت على أسعار البيع، وتغير هيكل التكلفة، مما أدى إلى عزوف البعض عن تدخين سجائر أعلى سعرا وانتقالهم إلى أخرى أقل سعرا، كما عاود البعض ظاهرة (لف السجائر الشعر)، كونها أقل كلفة من مثيلاتها المعبأة".
وقبل أيام، أعلنت شركة "فيليب موريس" زيادة أسعار سجائرها في السوق المصرية " LM" بألوانها الثلاثة الفضي والأحمر والأزرق، في حين أعلنت الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" على لسان عضوها المنتدب، هاني أمان، عزمها مراجعة أسعار السجائر في مطلع يوليو، في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج.
4 شركات أجنبية
وتحتكر الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني"، المملوكة للدولة والمدرجة في البورصة المصرية، حق إنتاج السجائر لمنتجاتها وللغير، في وقت تسعى فيه مصر لتمكين أخرى من امتلاك حق الإنتاج، بالاشتراك مع "الشرقية للدخان" عبر رخصة جديدة للتصنيع.
وتعمل في السوق المصرية، 4 شركات أجنبية، هي "فيليب موريس"، المنتجة لسجائر ميريت ومارلبورو وإل إم، صاحبة الحصة السوقية الأكبر في السوق، تليها منافستها "بريتيش أمريكان توباكو"، المنتجة لأصناف روثمانز ولاكي سترايك، بينما تنتج شركة "جابان توباكو إنترناشيونال" سجائر وينستون وكاميل، وتنتج شركة "المنصور إنترناشيونال" سجائر "ديفيدوف" التي تقع ضمن فئة السجائر الفاخرة.
وبحسب أحدث إحصائيات جمعية مكافحة التدخين، فإن هناك 18 مليون مدخن في مصر، ضمن عدد السكان البالغ أكثر من 100 مليون نسمة.
كما أن هناك نحو 42 بالمئة من الأسر المصرية بها شخص واحد يدخن على الأقل، فيما تقع مصر ضمن قائمة الدول العشر الأوائل التي ينتشر بها التدخين، على المستوى العالمي.