خيمت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة العالمية على أعمال الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي انطلقت أعماله في القاهرة يوم الأربعاء، وتعلق عليه أوروبا آمالا عديدة للمساهمة في إنقاذها من أزمة الطاقة المرشحة للتفاقم بحلول الشتاء.
وشهد الاجتماع حضوراً دولياً رفيع المستوي من وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء الدائمين من قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا وفلسطين والأردن، إضافة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي كأعضاء مراقبين، ومفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي.
وركزت كلمات المتحدثين في الاجتماع الوزاري على أهمية دور منتدى غاز شرق المتوسط في دعم دول الاتحاد الأوروبي خلال أزمة الطاقة التي تأثرت بشدة من جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال كوستاس سيكريكاس وزير البيئة والطاقة اليوناني إن اجتماع منتدى شرق المتوسط يكتسب أهمية خاصة بعد الأزمة الاوكرانية وانعكاساتها علي صناعة الطاقة.
وأضاف في كلمته بالمنتدى أن أمن الطاقة يحتم ضرورة البحث عن مصادر جديدة ، والمنتدى يمكنه دعم أوروبا في مساعيها لتأمين موارد آمنة ومستقرة للطاقة وأن مصر وقبرص وإسرائيل ستكون مورد يعتمد عليهم لإمداد أوروبا.
دور مصر في حل أزمة الطاقة بأوروبا
ويقول الخبير المصري ورئيس جمعية مستثمري الغاز، محمد سعد، إن مصر اليوم أمامها فرصة تاريخية في مجال الغاز، خاصة بعدما اتجهت أوروبا إلى تقليص وارداتها من الطاقة الروسية.
ويضيف سعد في تصريحاتٍ لـ"سكاي نيوز عربية" أن الصادرات المصرية وصادرات دول منتدى غاز شرق المتوسط يتوافر لها مناخ مشجع لملء الفراغ الذي أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية في سوق الطاقة.
وفي كلمتها بافتتاحية الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى شرق المتوسط، أوضحت كادرى سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي أن إمدادات الغاز من شرق المتوسط عبر مصر ستعمل على تأمين جانب من إمدادات الطاقة لأوروبا.
اتفاق ثلاثي
وتزامن انعقاد اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط مع توقيع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري وكاترين الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلية وكادري سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.
وأوضح وزير البترول المصري أن توقيع مذكرة التفاهم يمثل خطوة هامة فى مسيرة بناء المنتدى التى بدأت منذ 4 سنوات، وهى خطوة يمكن البناء عليها فى تحقيق مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمشاركة فى منتدى غاز شرق المتوسط، ومنها الاتحاد الأوروبي.
وأكد الملا أن المتغيرات العالمية الحالية أوضحت الأهمية البالغة لمنتدى غاز شرق المتوسط ودوره فى تأمين جانب من إمدادات الطاقة فى ظل ما يتوافر بمنطقة شرق المتوسط من إمكانات لإنتاج الغاز يعلمها الجميع وقدرته على زيادة التصدير إلى أوروبا.
ونوهت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار إلى انطلاق صادرات غاز لأوروبا من إسرائيل تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.
ولفتت الوزيرة الإسرائيلية إلى أن الأحداث الجيوسياسية فى شرق أوروبا أثرت بشدة على صناعة الطاقة وأصبحت هناك تحديات أمام الجميع ويجب إيجاد حلول لمواجهتها والمساهمة فى تأمين إمدادات الطاقة من خلال العمل على تطوير الموارد.
مصر تقود ملف الطاقة
ويقول عبد المنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن مصر بإمكانها اليوم قيادة ملف الطاقة والتنسيق بفعالية مع الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط، لتلبية الطلب الأوروبي المتزايد على الغاز بعد مساع القارة لخفض واردات الغاز الروسي كإجراء عقابي لموسكو بعد الحرب في أوكرانيا نهاية فبراير الماضي.
وأضاف السيد في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن سعر الغاز المرتفع حالياً بدعم من الطلب والشهية الأوروبية المفتوحة، خاصة مع حلول فصل الشتاء الذي يشهد ارتفاعاً في استهلاك الطاقة.
وتابع أن كل هذه العوامل ستدفع نمو قطاع الطاقة الواعد للأمام، خاصة مع مساعي مصر منذ سنوات لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وتحقيق طفرة تصديرية فيه.
ارتفاع صادرات مصر من الغاز
دراسة حديثة لـ"أوابك"، ذكرت أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال ارتفعت بنسبة 109% مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، وأن تلك الطفرة جعلت مصر الأكثر نموا في حجم صادرات الغاز مقارنة بالدول العربية خلال الربع الرابع من عام 2021.
الدراسة حملت اسم "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الرابع من عام 2021» وأكدت أن تلك الطفرة التصديرية ترجع إلى جهود مصر في إعادة تشغيل مجمع الإسالة في ميناء دمياط في فبراير من العام الماضي، بطاقة إنتاجية تقدر بـ5 ملايين طن في العام، بعد توقف دام 8 سنوات، إضافة إلى مواصلة تشغيل مجمع «إدكو» الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 7.2 مليون طن كل عام.