بدأت الشركات والمؤسسات في لبنان بالتخلي عن العملة الوطنية، واعتماد الدولار الأميركي عملة رئيسية لتحصيل إيراداتها بهدف إنقاذها وتمكينها من الصمود.

يأتي هذا التخلي بفعل تدهور قيمة العملة التي خسرت نحو 90% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية، ومع الارتفاع المتواصل الذي يسجله الدولار يومياً.

تدهور قيمة الليرة

كما تدهورت قيمة الرواتب بالليرة 90% مع صعود الدولار من 1500 ليرة في خريف 2019، إلى 37 ألف ليرة خلال مايو 2022.

أخبار ذات صلة

مع تقلبات العملة.. قرار لبناني للحد من تجارة الشيكات
أسعار الاتصالات المتنقلة.. هل تفجر أزمة في لبنان من جديد؟

  وبعد تدخل من البنك المركزي عاد سعر الصرف إلى 28 ألف ليرة لبنانية لكل دولار قبل أسبوعين، لكنه لا يزال عند مستويات مرتفعة تلقي بثقلها على المواطنين الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة، حيث بات الحد الأدنى للأجور يعادل 20 دولاراً هبوطاً من 450 دولاراً قبل الأزمة أي قبل 3 أعوام.

دولرة السياحة

أصدرت وزارة السياحة اللبنانية تعميماً تسمح بموجبه للمؤسسات السياحية وبشكل "استثنائي واختياري" خلال الفترة الممتدة من الخميس في 2 يونيو 2022 حتى نهاية شهر سبتمبر 2022، بإعلان لوائح أسعارها بالدولار الأميركي على أن تصدر الفاتورة النهائية مسعرّة بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي معاً، وهو الأمر الذي لم يكن مسموحاً به من قبل.

بررت الوزارة قرارها بسبب الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد، وخصوصاً لناحية تقلب سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وتمكيناً لحسن مراقبة ومقارنة الأسعار.

أزمات الدول.. اللبناني في مهب الريح

الحد من هجرة الموظفين

وتؤكد نقيبة الأدلاء السياحيين أليسار بعلبكي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن قرار التداول بالدولار يهدف لإنقاذ القطاع السياحي في لبنان والحد من خطر هجرة اليد العاملة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة، حيث تزداد هجرة الموظفين في القطاع السياحي بحثاً عن رواتب أفضل من تلك الرواتب المدفوعة في لبنان التي هبطت قيمتها بفعل الأزمة وصعود الدولار.

أخبار ذات صلة

الليرة اللبنانية تواصل تدهورها رغم اتفاق الـ3 مليارات دولار
الليرة اللبنانية تهوي بقوة.. وتحذير خطير من وكالة "فيتش"

 ولفتت بعلبكي الى أن القرار مؤقت ولكنه قابل للتجديد في حال لم تتحسن الأحوال ودعت إليه الحاجة، حيث إن الرواتب هبطت قيمتها، كما تسبب ارتفاع أسعار النفط والبضائع المستوردة بزيادة أسعار كل السلع والخدمات في لبنان، وباتت الرواتب بلا قيمة.

تذاكر السفر بالدولار منذ 2021

من جهته يقول رئيس نقابة وكالات السياحة والسفر في لبنان جان عبود في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن وكالات السياحية والسفر تتبع في عملها كل التعليمات الصادرة عن IATA الاتحاد الدولي للنقل الجوي، مشيراً إلى أن "أياتا" أصدر قراراً مثيلاً منذ عام وبدأت وكالات السفر تطبقه منذ صدوره، وبالتالي فإن قرار الوزارة لن يغير شيئاً في سوق تذاكر السفر.

السياحة ليست لحامل الليرة

ويقول رامي وهو مواطن لبناني في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن السياحة في لبنان باتت حكراً على الأجانب ومن يتقاضى راتبه بالدولار فقط، مشيراً الى أن راتبه يعادل مئة دولار ولا يكفيه إلا لأسبوع واحد.

تعويض خسائر المطاعم

ويشرح أحد أصحاب المطاعم رافضاً الكشف عن اسمه وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن نسب الإشغال في مطاعم لبنان ستكون مرتفعة هذا الصيف، وبالتالي سيساعد التعميم الجديد المؤسسات السياحية على تعويض جزء من خسارتها المحققة خلال الأزمة.

وقال في حديثه إن المطاعم تسدد أكثر من 30 في المئة من كلفة تشغيلها لفاتورة المازوت والمولدات وبالدولار الأميركي، كما رفعت أجور موظفيها لتحافظ عليهم، إلا أن غلاء أسعار المحروقات والخدمات تسبب في زيادة أسعار السلع كافة التي تدخل في كلفة تشغيل المطاعم.