تواصل الدول العربية تقدمها نحو الطاقة النظيفة وتعمل على تنفيذ خطط في مجال الطاقة المتجددة وتقنيات النقل الصديقة للبيئة، سعياً لتحقيق التزاماتها تجاه مبادرات الحياد الصفري (صفر انبعاثات).
ومن هذه الخطط اعتماد السيارات الكهربائية التي ستُغيّر قواعد اللعبة في سوق السيارات، حيث ستصبح أقل اعتمادا على الطاقة الأكثر تلويثاً للبيئة، بالإضافة إلى تطوير وسائل النقل العام.
وبلغت مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم 6.6 مليون سيارة خلال عام 2021، ارتفاعاً من 3 ملايين في 2020 و2.2 مليون في 2019، بينما بلغت 130 ألف سيارة كهربائية مباعة فقط خلال عام 2012، وذلك بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية، التي أكدت أن نمو السيارات في عام 2021 جاء بفضل دعم من مبيعات السيارات الكهربائية.
ويقول مدير عام مجلس صناعات الطاقة النظيفة في دبي، أحمد سمير البرمبالي، وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن 30 في المئة من الانبعاثات الكربونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ناتجة عن النقل العام والمواصلات بمختلف أشكالها، سواء سيارات الأفراد أو المواصلات العامة، واصفاً النسبة بالكبيرة جداً.
وأشار إلى أن المساعي تتجه اليوم لاعتماد السيارات الكهربائية، والتحول إلى نقل عام متطور، خصوصاً أن تحوّل السيارات العادية العاملة على الطرق إلى كهربائية، ربما يتطلّب حتى 40 سنة.
ويوضح ان السيارات الكهربائية رغم ارتفاع سعرها تبقى أرخص بكثير من السيارات العادية، حيث أن ثمن السيارة العادية وكلفة وقودها لثلاث سنوات، يعادل ثمن سيارة كهربائية صديقة للبيئة، وهي أوفر ولا تحتاج إلى صيانة كتلك العادية.
ولا شك أن اعتماد السيارات الكهربائية لا ينهي المشكلة فهناك انبعاثات كربونية تصدر عن تصنيع السيارة والكهرباء التي تُشحن بها. وبالتالي، بحسب البرمبالي، فإن الخطوة الأكثر كفاءة تتمثل بتقليل عدد السيارات والتوجه إلى النقل العام ما يتطلب بدوره العمل على تقبل الموضوع لدى الناس وتغيير الثقافة السائدة.
في المقابل يوضح الخبير في التنقل الكهربائي، كريم موسى، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أننا لم نعد نتكلم عن البنزين في ظل وجود فرص جديدة توفرت، حيث بتنا نتكلم عن السيارات الكهربائية والتنقل الكهربائي، إذ يمكن لأي شخص توليد هذه الطاقة في منزله، من خلال وضع شرائح الطاقة الشمسية، وتحويلها إلى كهرباء وضخها في بطارية السيارة.
وكشف موسى أن المستهلك بات يملك خيارات وإمكانيات، لم تكن بين يديه في التنقل العادي اليومي، فهو قادر اليوم على شحن بطارية السيارة الكهربائية في المنزل، وتعبئتها من الصفر خلال 6 حتى 8 ساعات، لتسير مسافة تتراوح بين 300 و600 كيلومتر.
ولفت إلى أن الحكومات في دول الخليج تتواصل مع صانعي السيارات، لأخذ مطالبهم في عين الاعتبار وما يحتاجون إليه كي تزيد مبيعات السيارات الكهربائية في المنطقة دول الخليج، متوقعاً انتشار سريع للسيارات الكهربائية في ظل الدعم الحكومي الموجود حالياً من خلال استثمارات الحكومة في القطاع الخاص.
واعتبر موسى أن التغيّر في البنية التحتية ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى تنسيق بين جهات لم يكن لها علاقة بالتنقل مثل الجهات المتعلقة في الكهرباء التي عليها التدخل وتشريع القوانين والأنظمة، واتخاذ الإجراءات ووضع المعايير اللازمة.