يبحث اللبنانيون في الفترة الأخيرة عن أساليب لكسب الدولار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، لكن بعض الباحثين سلكوا طريقا شائكة حتى وقعوا في الفخ، خصوصا مع الاعتماد على نظام NFTs، الأمر الذي دفع مصرف لبنان إلى إصدار بيان تحذيري.
ويشرح الخبير والمستشار في تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن نظام NFTs عبارة عن صك ملكية أي (تأكيد الملكية)، ويستخدم في العالم الرقمي.
ويقول: "من أبرز مخاطر نظام NFTs أنه من دون قيمة محسوسة، ليس كالذهب بل مثل الآثار".
ويعدد أبي نجم مخاطر هذا النظام المتداول بكثرة، خصوصا بين فئة الشباب، موضحا: "أبرزها الاحتيال والغش في قيمة السلع، والأخطر من ذلك غياب الإطار القانوني التنظيمي لهذا التبادل".
ويذكر أبي نجم بأن "نظام NFTs يبقى رموزا غير قابلة للاستبدال، أي أن ما يملكه المرء سواء كان صورة رقمية أو فيديو رقمي أو مقطوعة موسيقية مسجلة أو أي عمل رقمي، لا يتم استبداله في عالم NFTs".
الواقعي والرقمي
ويؤكد الخبير اللبناني أن "العالم الواقعي لا يرتبط بالعالم الرقمي، ولا علاقة للملكية فيه بعالم الملكية العادية، لا بل يختلف NFTs عن العملات الرقمية اختلافا تاما، إذ أن العملات الرقمية تبقى قابلة للاستبدال".
ويشير أبي نجم إلى أن "العملة المتداولة في هذا النظام هي الإيثيريوم. بواسطتها يتم شراء NFTs وعبرها".
غياب القوانين
يضيف أبي نجم: "بدأ الحديث عن هذا النظام نظرا للحاجة الماسة لتثبيت ملكية أعمال العالم الرقمي، وجاءت NFTs لتؤكد من هو المالك الأصلي. بسب قلة الوعي في هذا المجال وغياب قانون ومعرفة مبدأ التعامل بهذا النظام، وخصوصا لدى بعض اللبنانيين، بدأ المحظور".
ويستطرد: "تتضاعف الخسائر بسرعة، وما يجب معرفته أنه وفي حال ملك أحدهم مادة رقمية لا قيمة لها، عليه أن يعرف أن ملكيتها ستبقى بلا شك من دون قيمة أيضا".
حيل وألاعيب
ويشير الخبير اللبناني في حديثه إلى أن الكثير من الشركات والمؤسسات والأفراد يستغلون عدم وعي الناس بهذا الموضوع، ويخلقون مواقع غش، ويبيعون أعمالا بلا قيمة، مما يؤدي إلى سرقة المواطنين وكل من يتعامل معهم، تماما كما يحصل في عالم العملات الرقمية، وسرعان ما نسمع عن "اختفاء المنصات" الخاصة بذلك.
ومن جهة أخرى، يضيف أبي نجم أن "نظام NFTs عدو للبيئة. التقارير الحديثة أكدت أن استخدام هذا النظام يعادل انبعاثات سيارة سارت لمسافة ألف كيلومتر وهذا معاد للبيئة".
وختم أبي نجم مثنيا على التحذير الذي أطلقه في الآونة الأخيرة مصرف لبنان المركزي في هذا المجال، مشددا على "ضرورة التوعية حتى لا يقع المواطن في مصيدة الغش في ظل غياب أي قانون ينظم هذه العملية وأي مرجعية قانونية، وهنا الأسوأ".
وأضاف: "الفوضى عارمة في هذا المجال، خصوصا من حيث تحديد الملكية والقرارات الأحادية في تحديد القيمة".
وأعطى أبي نجم مثالا، قائلا: "الشخص الذي اشترى أول تغريدة لتويتر ودفع ثمنها قرابة 3 ملايين دولار، حين قرر بيعها بمبلغ 50 مليون دولار لم يجد إلا من دفع ثمنها 12 ألف دولار فقط لا غير".