تضج منصات التواصل الاجتماعي حول العالم بالحديث عن مستقبل أحد أبرز تلك المنصات، وهو موقع تويتر، بعد تقديم الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، عرضا لشراء الموقع الشهير مقابل 54.20 دولار للسهم.

وذكر تويتر، الخميس، أن ماسك، الذي يمتلك حاليا أكثر من 9 في المئة من أسهمه، ما يجعله أكبر مساهم في الشركة، قدم خطابا لها، الأربعاء، يتضمن اقتراحا بشراء الأسهم المتبقية في تويتر، التي لا يملكها. وعرض ماسك 54.20 دولارا للسهم الواحد، في عرض تبلغ قيمته أكثر من 43 مليار دولار أميركي.

ويأتي عرض الملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، شراء تويتر، بعد أيام فقط من إعلانه رفضه الاستمرار في عضوية مجلس إدارة تويتر، ما يطرح علامات استفهام حسب المراقبين حول دوافع الخطوة.

وتعليقا على عرض ماسك وحظوظه في الاستحواذ على تويتر، يقول عامر الشوبكي، الخبير والباحث الاقتصادي، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "إيلون ماسك معروف بشغفه بالسيطرة على الشركات الكبيرة فهو رئيس مجلس ادارة كل من سبيس إكس وتسلا، وبالتالي هو يسعى أن يكون هو المسيطر على قرار تويتر".

أخبار ذات صلة

الوليد بن طلال يرفض عرض إيلون ماسك شراء تويتر
بهذا المبلغ.. إيلون ماسك يعرض شراء تويتر

 

وأضاف الشوبكي: "سبقته محاولة منه لطرح وتأسيس منصة منافسة لتويتر، وهو الأمر الذي أسهم في تخفيض سعر أسهم تويتر، لكنه سرعان ما قام بشراء عدد كبير من أسهم تويتر، ليصبح أكبر مساهم فيها، حيث اشترى السهم بسعر رخيص نسبيا قيمته 36 دولارا للسهم، وهو الآن يطرح شراء الأسهم المتبقية بقيمة 54 دولارا للسهم، هادفا بذلك لرفع القيمة السوقية لتويتر قياسا بقيمته الحالية وفق آخر اغلاق، والتي تقارب 37 مليار دولار لكامل أسهم تويتر، وبعد عرض ماسك هذا، ارتفعت القيمة لنحو 43 مليار دولار أي بزيادة 6 مليارات".

هو الآن يرفض دخول مجلس الإدارة في تويتر، كما يشرح الباحث والخبير الاقتصادي، "لكونه سيكون مجرد صوت ضمن مجموعة أصوات، وبالتالي لن يكون مؤثرا فيه بالشكل الذي يطمح له، حيث توجد أصوات قد تكون ضده، فهو يريد فرض سيطرته بالكامل على الموقع وفرض جملة تغييرات جوهرية كما يقول، كزيادة مساحة الحريات فيه وزيادة الإعلانات وطرحها بشكل مغاير عن صيغتها الحالية، وهو يرى أن لديه رؤية مختلفة ومغايرة للنمط الحالي".

ويتابع الشوبكي شرح طبيعة مواقف كبار المساهمين في تويتر من هذا العرض، بالقول: "الأمير الوليد بن طلال والمساهمين الآخرين من شركات ومحافظ استثمارية مساهمة، رفضوا هذا العرض، وسيؤثر بلا شك رفض الوليد بن طلال على مواقف بقية المساهمين كون العرض لا يتسق مع القيمة المستقبلية لتويتر، والتي هي في تصاعد، والكل يعلم أن إيجاد بديل عن تويتر هو مهمة صعبة جدا، أقله في المدى المتوسط، فالموقع هو من أكثر منصات التواصل الاجتماعي انتشارا حول العالم".

وعن السيناريوهات المتوقعة لمستقبل تويتر في حال قبول عرض ماسك أو رفضه، يقول الشوبكي: "في حال تمكن ماسك من إتمام صفقة الشراء بنجاح، فسيرتفع سهم تويتر على المدى القصير، لكن فيما بعد فيتوقف الأمر على رؤيته الاستراتيجية لإدارة تويتر وما يطمح لإدخاله من تغيير وتطوير عليه، أما في حال رفض العرض وامتناع المساهمين عن بيع أسهمهم كما فعل الوليد بن طلال، فسيبقى تويتر محافظا بشكل عام على قيمته السوقية، دون خضات كبيرة تذكر، بل وسيستمر في نهج الرفع التدريجي لتلك القيمة حسب قوة انتشاره وتأثيره المعروفة حول العالم".

تويتر.. أحد عمالقة السوشال ميديا

 

كبار المساهمين يرفضون هذا السعر، كونه لن يكون مؤثرا، وهو قرار منطقي وصائب اقتصاديا، وفق الشوبكي، الذي يتابع قائلا: "في ظل تطور الشركة المستمر، ليس في عرض ماسك إغراء كاف كي يستغنوا عن حصصهم في الموقع فائق الأهمية سياسيا واستراتيجيا، فهو يكاد يكون أهم منصة تواصل عالمية، فتويتر مثلا يؤثر حتى في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفي شعبية وحظوظ أي رئيس أميركي، وقس على ذلك".

من جهته يقول محمد عبدالله، الخبير المختص في شبكات التواصل الاجتماعي، في حديث مع سكاي نيوز عربية: "في الحالتين سواء تم قبول عرض ماسك أو رده، فإن تويتر يواجه تحديا كبيرا، لأن ماسك هدد بأنه في حال رفض عرضه، سيعيد النظر في الأسهم التي اشتراها في تويتر، وهو قد يذهب حتى نحو بيع حصته فيها، وهذا غالبا قد ينعكس سلبا على تراجع القيمة السوقية لتويتر بشكل كبير".

وارتفعت أسهم تويتر إلى 47.83 دولارا، بزيادة 4.3 في المئة، لكن أقل بكثير من سعر عرض ماسك، في إشارة إلى أن بعض المستثمرين قد يشكون في إتمام الصفقة.

وقال الأمير الوليد بن طلال، في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: "لا أعتقد أن العرض الذي قدمه إيلون ماسك، يناسب القيمة الجوهرية لموقع تويتر، نظرا لتوقعات نموه".

وأضاف: "باعتباري واحدا من أكبر المساهمين منذ فترة طويلة في تويتر، شركة المملكة القابضة وأنا نرفض هذا العرض".