أرخت الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها القاتمة على الاقتصاد السوري المتهاوي وشكلت صفعة إضافية للسوريين الذين يرزحون تحت وطأة أزمة مالية ومعيشية خانقة مع توالي التحذيرات بالنقص الحاد بمخزون القمح ومشتقات الزيوت والتصاعد الجنوني لأسعار المواد الغذائية.

أخبار ذات صلة

في أسواق لبنان.. لا مشترين والخضراوات "للتصوير فقط"

وتضاعفت أزمة القمح والخبز في سوريا التي قفزت أسعارها مرتين خلال ثلاثة أيام لتباع ربطة الخبز بـ4500 ليرة سورية في العاصمة دمشق (الدولار 3880 ليرة سورية). ويتوقع الاقتصاديون تضاعف أسعار الخبز بشكل أكبر لتصل إلى 7000 ليرة سورية للربطة الواحدة، لاسيما وأن موسكو تزود دمشق بالقمح والشعير مما سيدفعها لاستيراد حاجتها من المادتين بأسعار عالمية وسينعكس ذلك على سعر رغيف الخبز والمواد الغذائية.

ارتفاع أسعار الأغذية: تخزين للسلع أم نتيجة للحرب؟

أسعار ملتهبة وفقدان المواد

تعاني الأسواق من شح المواد الغذائية وارتفاع المتوفر منها بشكل يومي. وبحسب من تحدثوا لسكاي نيوز عربية من المدنيين فإن الأسعار ترتفع خلال ساعات مع تغيب الرقابة وجشع التجار.

تقول فاتنة الجمّال وهي مهندسة زراعية لسكاي نيوز عربية إن علبة السمنة التي كانت تباع بـ25 ألف ليرة وصلت خلال ثلاثة أيام لـ 85 ألف ليرة وفقدانها أيضا، فيما وصلت عبوة الزيت (بوزن اللتر) من 4000 ليرة سورية إلى 18 ألفا وفقدانها من معظم الأسواق.

وأشارت فاتنة إلى اختفاء العديد من المواد الغذائية من صالات البيع والمحال التجارية وعلى رأسها مادة السكر قائلة: "كيلو السكر كان يباع ب 1700 ليرة قبل أسبوع، اليوم ارتفع سعره إلى 4500 وهو غير متوفر كمادة الزيت والحليب والرز والمعكرونة وغيرها. كما ورفع الجزارون سعر اللحمة من 22 ألف ليرة إلى 40 ألفا وفي بعض المحلات تباع بسعر الـ50 ألفا كما ارتفعت أسعار الفاكهة والخضار ثلاثة أضعاف".

وبحسب متابعة سكاي نيوز عربية للأسعار فقد ارتفع كيلو الفريكة لـ 15 ألفا وصفيحة زيت الزيتون 20 كيلو لـ 350 ألف ليرة فيما تخطى سعر كيلو العدس الـ8000 ليرة سورية.

أزمة أوكرانيا.. تحذيرات من تداعيات اقتصادية كارثية

اختفاء الزيت النباتي

أخبار ذات صلة

على وقع حرب أوكرانيا.. أمن أوروبا الغذائي في خطر

فُقدت مادة الزيت النباتي من البقالات والأسواق مما زاد في معاناة المواطن السوري منذ ما يقرب الشهر والنصف لأسباب يرجعها أبو علي الدومري صاحب سوبرماركت في مدينة الحسكة إلى أزمة الحرب الروسية الأوكرانية. وأشار لسكاي نيوز عربية إلى ارتفاع أسعار الزيت وندرة وجودها لأن سوريا من البلدان التي تستورد الزيت من أوكرانيا.

طوابير الازدحام

وشهدت العاصمة دمشق أزمة شح خانقة لمادة الغاز وانتشار طوابير الازدحام على منافذ بيع جرار الغاز التي قفز سعر الجرة منها من  20 ألفا إلى 130 ألف ليرة سورية.

وكشفت صحيفة الوطن المحلية في تقرير لها أن سعر الغاز المنزلي ارتفع بشكل جنوني، حيث سجل سعر أسطوانة الغاز المنزلي 130ألف ليرة وفي السوق السوداء تباع الاسطوانة بمبلغ 180 ألف ليرة.

أسعار صاعدة

وفي ذات السياق قال الخبير الاقتصادي مجدل نعسان أن أسعار المواد ترتفع يوميا بنسبة 10 بالمئة وتوقع نعسان خلال حديثه لسكاي نيوز عربية أن تخفض منظمة الأمم المتحدة من دعمها للمناطق التي شهدت الحرب ومنها سوريا.

وأضاف: "حوالي 80 بالمئة من الشعب السوري يعيشون على المساعدات الإنسانية ومع بدء الحرب الأوكرانية ولجوء الأوكرانيين إلى البلدان المجاورة وهم بحاجة لمساعدات عاجلة وطارئة وهو ما قد يؤثر على كمية المساعدات المخصصة للسوريين وسيدفعهم لشفير المجاعة".

وسجلت إحصائية برنامج الأغذية العالمي (الفاو) في تقريرها الشهري أن السلة الغذائية السورية شهدت الشهر الفائت ارتفاعا بنسبة 2 بالمئة لتصل تكلفتها إلى 92 دولاراً في جميع المحافظات السورية.

المنظمة حذرت في تقريرها من خطورة مواجهة 12.4 مليون سوري لانعدام الأمن الغذائي، فبلغت تكلفة الأغذية الأساسية لإطعام عائلة لمدة شهر ما لا يقل عن 350 ألف ليرة سورية، وهو ما يتجاوز بكثير متوسط الرواتب الذي لا يتجاوز الـ 200 ألف ليرة سورية.

غياب روسيا وأوكرانيا عن التجارة يتسبب برفع الأسعار