عاشت العاصمة الأوكرانية كييف، ليلة مروعة في اليوم الثالث من بدء الحرب، حيث اقترب الاجتياح الروسي للعاصمة كييف، بينما نتج الهجوم الروسي على أزمة غذائية تلوح بالأفق.
فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر، السبت، أن قواتها استهدفت منشآت عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز أطلقت جوا وبحرا، في اليوم الثالث من الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد حذر ليل الجمعة، من أن القوات الروسية ستحاول هذه الليلة الاستيلاء على كييف حيث تدور معارك ضارية.
وحسب شهادات من داخل كييف، فإن أزمة إنسانية كبيرة تطل برأسها في العاصمة الأوكرانية، وهي الأزمة التي هدفت لها القوات الروسية، وفقا لخبراء داخل أوكرانيا، متوقعين أن تحتد المعركة فيها خلال الساعات القادمة، وسط تفشي الغلاء وشح السلع الأساسية.
وفي هذا السياق، يقول رئيس المجلس العربي الأوكراني، عماد أبو الرُب، من العاصمة كييف، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "هدأت الأوضاع قليلا قياسا بساعات منتصف الليل والفجر، لكن هناك بطبيعة الحال احتمال اشتعال الأوضاع مجددا في كل لحظة، خاصة مع حلول ساعات المساء، حيث غادر الكثيرون العاصمة على مدى اليومين الماضيين، كما وهناك من بقوا فيها لكنهم يحتمون بالملاجئ العامة، أو تلك الخاصة التي تقع تحت العمارات والمنازل".
"أنا مثلا الآن أكلمكم من الملجأ الواقع تحت بيتي"، أكد أبو الرُب، مضيفا: "هناك ارتفاع حاد ورهيب في الأسعار بشكل لا يصدق رغم توفرها عامة لحد الآن، لكن بسبب الأزمة وتهافت الناس على شرائها وتخزينها ربما هي في طريقها للنقص".
من جهته، يقول خليل عزيمة، الأكاديمي والباحث السياسي، من العاصمة كييف، في حوار مع سكاي نيوز عربية: "أتحدث معكم الآن وأنا في السوبر ماركت القريب من بيتي، حيث انتهزت الفرصة مع توقف القصف قليلا كي أخرج من المنزل وأشتري ما نحتاجه من طعام وشراب، حيث تدهورت الأوضاع في العاصمة بشكل كبير والأمور تتجه نحو الأسوأ عسكريا وإنسانيا".
ويضيف عزيمة: "أحاول أن أجد بعضا مما نحتاجه من سلع ومواد، لكن دون جدوى فالسوبر ماركت شبه فارغ ولا تتوفر سلع أساسية وضرورية مثل الخبز، والأسعار أضعاف مضاعفة، ولا يمكنني الابتعاد عن المنزل كثيرا للتسوق في متاجر أخرى، وقس على ذلك خطورة الوضع في كييف وأوكرانيا ككل".