في دلتا النيل بمصر وتحديدا بمحافظة الشرقية، لا يزال أهالي قرية القراموص بمركز أبو كبير "شمال شرق القاهرة" يحافظون على التقاليد العتيقة في زراعة ورق البردي الذي كان يستخدمه الفراعنة للكتابة، وهي حرفة قديمة تعتمد في الوقت الحالي على قطاع السياحة بشكل رئيسي.

وتوجد في القراموص قرابة 25 مزرعة تعمل في إنتاج ورق البردي، ولا يزال أهالي القرية يحتفظون بالسمات والتقنيات القديمة في إنتاج ورق البردي الذي يبيعونه للسياح.

ويقول الحاج سعيد طرخان "60 عاما"، وهو مزارع لنبات البردي ورسام، لسكاي نيوز عربية، إن قرية القراموص اشتهرت بزراعة وصناعة البردي منذ قرابة 50 عاما، وذلك على يد أحد أبنائها، أنس مصطفى، والذي أحضر أول "شتلة" للقرية في سبعينيات القرن الماضي، ومن هنا بدأت الصناعات التحويلية حيث درب أهالي القرية على كيفية زراعة محصول البردي، وحصاده. 

لعنة الفراعنة.. هل مازالت تلاحقنا؟

 

أخبار ذات صلة

10 اختراعات مصرية قديمة "غيرت العالم"
أقدم قطعة خبز في العالم.. موجودة بدولة عربية

مراحل إنتاج ورق البردي

وأضاف طرخان الذي أسس جمعية للمهنيين العاملين في صناعة البردي بالقرية، عام 2014: "الإنتاج يمر بعدة مراحل تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها مقاسات ككتلة، وتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع كطبقات فوق بعضها، وفي اليوم الواحد يكون هناك حوالي من 100 إلى 150 ورقة، ثم تبدأ عملية التجفيف اعتمادا على الشمس للتخلص من المياه والرطوبة، قبل إن يتم إنتاج الورق بشكله النهائي، وبعد ذلك يمكن الكتابة أو الرسم عليه بسهولة".

وأكمل الحاج سعيد الحديث عن عملية الإنتاج بالقول: "بعد إنتاج ورق البردي تبدأ عملية الرسم عليه، بفنون مختلفة فرعونية ويونانية وإسلامية ورومانية وغيرها، وقد تمكنا بمساعدة فنانين من كلية فنون جميلة وفنون تطبيقية لعمل تصميمات بشكل معين، ثم الطباعة عليه، وضبط الضوء، وقد تم إنشاء مدرسة لتعليم هذه الفنون، الأمر الذي نمَّى الحس الفني والتذوق عند أهالي القرية ناحية الألوان والرسومات".

القراموص تحيي تراث الفراعنة في إنتاج ورق البردي

ولفت الحاج سعيد إلى أن "قرية القراموص الوحيدة في العالم التي تعمل على زراعة وإنتاج ورق البردي، فنحن نحيي هذا التراث القديم والمسألة مستمرة منذ خمسين عاما، ولم يظهر أحد يعمل في هذا المجال، فلا توجد قرية في العالم تنافسنا".

وأشار طرخان إلى أن هناك تطور جديد في هذه الصناعة يقوم على إدخال ورق البردي في الطابعات الخاصة بالورق، حتى يمكن الطباعة عليه، وهو أمر كان مستحيلا في الوقت السابق، كما أمكن تحويل ورق البردي لوضع يشبه الجلود بحيث يستخدم في صناعة الحقائب، والحافظات.