يُعول قطاع السياحة في مصر على موسم "شتاء 2022" لمواصلة مساعيه إلى استعادة معدلاته السابقة قبل جائحة كورونا، سيراً على خط الانتعاش والتعافي بعد الأزمة.
وشهدت مصر إطلاق حملات ومبادرات ترويجية لجذب أكبر عدد من سياح الداخل والخارج، من أجل تنشيط القطاع بدءًا من إجازات رأس السنة.
من أبرز تلك المبادرات الحملة التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار المصرية، والتي تحمل اسم (الكريسماس المشرق)، وهي حملة إلكترونية تريد للترويج للمقصد السياحي المصري في موسم "شتاء 2022" عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتستهدف الحملة بشكل أساسي سياحا من الولايات المتحدة وروسيا، والدول الأوربية، لا سيما بريطانيا وألمانيا وأوكرانيا وإيطاليا وفرنسا. وذلك تحت شعار (شتّي في مصر) لتشجيع السياحة الوافدة على قضاء الشتاء في المقاصد السياحية المصرية المختلفة.
وبحسب ما أعلنه الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، عمرو القاضي، يوم الجمعة، فإن إطلاق هذه الحملة يأتي بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لدفع المزيد من الحركة السياحية الوافدة من هذه الأسواق بالإضافة إلى أنه تم توجيه هذه الحملة أيضًا لتنشيط السياحة الداخلية وتشجيع المصريين على قضاء عطلات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد بالمدن السياحية المصرية.
وتشكل صناعة السياحة ركيزة أساسية ضمن ركائز الاقتصاد المصري، إذ تسهم بنسبة تصل إلى أكثر من 13 في المئة من الدخل القومي بالبلاد، كما توفر أكثر من 19 بالمئة من العملة الصعبة.
ويقول عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، حسام هزّاع، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الفترة الحالية تشهد انتعاشة للقطاع السياحي بعد ما شهده من خسائر في العام الماضي 2020 في ظل جائحة كورونا، مرجحاً أن تتزايد معدلات السياحة الوافدة إلى مصر في شهر يناير 2022 في ظل موسم "السياحة الشتوية".
ويشير إلى أن ثمة طفرة نسبية شهدها القطاع، وفي الأيام المقبلة يفضل بعض السائحين قضاء رأس السنة وأعياد الكريسماس في بلادهم، ومن ثم تعود المعدلات للارتفاع في شهور الشتاء، بعد أن عادت الأمور إلى طبيعتها بشكل كبير.
وتعول مصر على القطاع السياحي؛ باعتباره من الموارد الرئيسية للدخل القومي والعملة الأجنبية بالبلاد، في وقت أثار فيه اكتشاف متحور "أوميكرون" خلال الفترة السابقة مخاوف واسعة، من حيث تداعياته المستقبلية في ظل حالة الغموض التي تفرضها نفسها بشأنه، وبينما أعلنت القاهرة عن ظهور المتحور بالبلاد أخيراً.
ويوضح الخبير السياحي أن السياحة الثقافية في الأقصر وأسوان هي مقصد للسائحين من فرنسا وأسبانيا والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص، بينما السياحة الشاطئية مقصد السائحين من أوروبا الشرقية عموما.
واختيرت مصر ضمن أفضل 100 وجهة سياحية حول العالم، وجاءت في المرتبة السابعة بالشرق الأوسط فى مؤشر أفضل المدن.
ويلفت هزاع إلى معدلات الإشغال المرتفعة في الفنادق بمختلف المقاصد السياحية، مقارنة بالعام الماضي، وهي المعدلات التي تصل في المتوسط حاليا إلى ما بين 60 أو 70 في المئة، وهو ما يعكس النجاحات التي يحققها القطاع في إطار تجاوز أزمة جائحة كورونا.
وفي السياق، فإن دراسة حديثة صادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، قد ذكرت أن جهود الدولة ساعدت في التعافي السريع للقطاع السياحي من تداعيات جائحة كورونا.
وأشارت الدراسة إلى ارتفاع نسب الإشغالات بالفنادق في المقاصد السياحية المختلفة، لتصل إلى 100 بالمئة ببعض المناطق، وهو ما منح دفعة كبيرة للسياحة الثقافية بشكل خاص، لا سيما في الأقصر وأسوان.