يوما بعد يوم تأخذ أسعار المواد الغذائية في الأسواق اللبنانية مساراً تصاعدياً دون أي رادع، حتى بات سعر كيلو العدس أكثر من 50 ألف ليرة فيما بلغ ثمن الـ5 كيلو أرز إيطالي 180 ألف ليرة و كيلو الفول بـ38 ألف ليرة.
ويشكو العديد من اللبنانيين من غلاء أسعار الحبوب وفي طليعتها سعر كيلو العدس، الذي يتراوح بين 55 ألف و70 ألف ليرة، حتى بات على اللبناني دفع قرابة الـ100 ألف ليرة لإعداد وجبة الحساء، التي تضم العدس والأرز وتكفي ليومٍ واحد، فيما الحد الأدنى للأجور يبلغ 675 ألف ليرة فقط.
عاجزون عن شراء كيلو عدس
ويدخل العدس كمكون أساسي في عدد كبير من الأطباق المرغوبة في لبنان، ويشكل عنصراً ضرورياً من عناصر الهرم الغذائي، إلا أن شراءه اليوم بات ضرباً من الرفاهية بالنسبة إلى شريحة كبرى من اللبنانيين.
أم ربيع (60 عاماً) اشتكت في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" منن صعوبة إعداد "صحن المجدرة"، وقالت: "إنه الزمن الأكثر رداءة، فبعد غياب اللحوم عن طاولة طعامنا أعتقد أن المجدرة ستغيب أيضاً ونحن ذاهبون إلى الجحيم بلا تردد".
وقالت رانية العتال (42 عاماً)، أم لـ4 أولاد: "أدرج العدس ضمن لائحة المحرمات في المنزل، وهي لائحة باتت تضم أنواع الأطعمة التي حرمنا منها، بسبب تخطي أسعارها قدرة العائلة الشرائية".
وتضم لائحة آمال اللحم الأحمر والأسماك، الأجبان والألبان، وأنواعاً كثيرة من الخضار والفاكهة، وعدداً كبيراً من السلع الغذائية والمعلبات لاسيما الأنواع المستوردة التي تباع وفقاً لسعر صرف الدولار.
غياب مخطط إنقاذي
تعليقاً على الموضوع، قال رئيس جمعية حماية المستهلك في لبنان، زهير برو، لموقع "سكاي نيوز عربية": "كل ذلك كان متوقعاً من قبل الجمعية، ونأمل أن يبقى العدس سهل المنال أيضاً بعد أن صار البديل عن اللحوم بفعل انهيار الليرة".
وتابع: "هناك تضخم في سعر الدولار وهناك متاجر تسعر السلع التي تبيعها مقابل 30 ألف ليرة للدولار الواحد، وتؤمن هامش ربح عال في ظل غياب كامل لدور الدولة اللبنانية، وهي فرصة لتكوين ثروات كبيرة على حساب طعام الفقير، ودائما في الأزمات الكبرى ثمة مجموعات تكون ثروات وتنهب تعب الناس وقوت عيالهم".
وأضاف برو: "من المؤسف غياب أي قرار أو خطة لإخرج البلاد من الأزمة وإعطاء بارقة أمل للمواطن بعد مرور عامين على تفاقمها".
وأشار إلى أن "الانهيار يطال كل القطاعات، والحل يكمن بتغيير شامل ووضع خطة متكاملة لعلاج الأزمة الاقتصادية والحفاظ على الشرائح المجتمعية الأكثر فقراً وكل ذلك غير متوفر حتى حينه، ولا حل حتى يتم تغيير الطبقة السياسية لمصلحة الناس وليس لمصلحة عصابات الطوائف".
بدوره، عزا نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان، هاني بحصلي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، ارتفاع سعر الحبوب ولا سيما العدس إلى الخارج، وقال: "تشهد أسعار الحبوب ارتفاعاً في الأسواق العالمية ما يؤثر سلباً على السوق المحلي اللبناني فالعدس على سبيل المثال ارتفع سعره من بلاد المنشأ بنسبة مئة بالمئة مقارنة بالعام الماضي".
وأضاف بحصلي: "يستورد لبنان العدس من الخارج ولا يعتمد على الزراعة المحلية"، مشيراً إلى أن مصدر الاستيراد هو كندا وروسيا وأوستراليا وتركيا وسوريا..
ووصف الوضع الاقتصادي في لبنان بأنه " تحت الصفر"، لافتاً إلى أن اللبنانيين سيشهدون في العام المقبل ارتفاعا أكبر في الأسعار من خلال معلومات وتقارير صدرت عن مراجع وسلطات عليا خارجية.
وأردف قائلاً: "هناك أسباب عديدة لارتفاع الأسعار ومنها الأزمة العالمية للشحن إضافة إلى غلاء أسعار المواد في بلد المنشأ وهذا ما يسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".