في أقل من أسبوع، وقعت مصر اتفاقيتين متتابعتين للربط الكهربائي الأولى مع اليونان، قبل أيام، والثانية مع قبرص، السبت.
وخلال زيارته إلى قبرص 15 و16 أكتوبر الجاري، وقع وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، مذكرة تفاهم بين وزارته ووزارة الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص، لدراسة إنشاء مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى إنشاء شبكة ربط مباشر لتبادل الكهرباء بين البلدين لتحسين أمن الأمداد بالطاقة، وإنشاء خطوط لنقل كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة.
وتمثل هذه الخطوة حسب بيان لوزارة الكهرباء المصرية تسريعاً بتطوير ممر الطاقة من خلال زيادة إمدادات الطاقة الكهربائية لكل من مصر وقبرص مع تحقيق التوازن في الطلب على الطاقة.
والربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب القدرات الكهربائية الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقات النظيفة التي تزخر بها القارة الإفريقية.
وتأتي مذكرة التفاهم بين مصر وقبرص، بعد أيام قليلة من توقيع اتفاقية مماثلة مع اليونان لإنشاء مشروع ربط كهربائي، عن طريق كابل بحري يوفر ربطاً مباشراً لتبادل الكهرباء بينهما ويمتد إلى السوق الموحد للاتحاد الأوروبي.
مركز مصري للطاقة
وقالت مصادر حكومية في مصر إن الاستراتيجية الوطنية المصرية للطاقة الكهربائية حتى عام 2035، تستهدف أن تصبح مصر مركزا للطاقة بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.
وأضافت المصادر في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أنه يجرى العمل حالياً في مشروع للربط الكهربي بين دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف إتمام الربط الكهربائي مع مصر قريباً.
ويأتي التعاون بين مصر وقبرص واليونان في أعقاب توقيع عقود الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، وضمن مساع مصرية لتحقيق حلم "السوق العربية للطاقة" خلال سنوات، عن طريق الربط الكهربي بين الدول العربية وبعضها البعض.
وكشفت مصادر بجامعة الدول العربية، أن التعاون بين مصر ودول الخليج سيُسهم في الربط الكهربائي بين دول المشرق العربي والمغرب العربي.
وتابعت المصادر أن الربط الكهربي الذي اتفقت عليه القاهرة والرياض يتم عبر كابل بحري من خليج العقبة وخطوط علوية، وسيوفر فرصا لتجارة الكهرباء مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ربط المشرق والمغرب العربي
ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن مصر مؤهلة لإتمام كثير من مشروعات الربط الكهربي، وستشهد السنوات المقبلة حركة تبادل عبر سوق عربية للطاقة من دول الخليج شرقاً إلى الدار البيضاء غرباً، مع وجود تفاهمات مصرية وعربية لتصبح مصر مركزاً لإدارة الطاقة في الشرق الأوسط.
ويوضح بيومي، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أن مصر ستتجه في الفترة المقبلة إلى الربط الكهربي مع تونس والمغرب والجزائر، وذلك في طريقها للوصول إلى جنوب أوروبا عبر إسبانيا وقبرص واليونان.
وعن الربط الكهربائي بين مصر ودول أفريقيا، قال بيومي، إن مصر ستتعاون قريبا مع دولتي تنزانيا والكونغو بعد الربط الكهربي مع السودان، وحال إتمام الاتفاق مع إثيوبيا وتحسن العلاقات من الممكن الربط الكهربي معها أيضاً.
وفورات بملايين الدولارات
وتقول مصادر بالشركة المصرية القابضة للكهرباء إن مصر لديها احتياطي استراتيجي من الطاقة الكهربائية، يجعلها قادرة على تبادلها بأحجام كبيرة مع دول أخرى.
ويأتي الربط الكهربائي مع أوروبا عبر قبرص واليونان، بالتزامن مع مشروعات الربط بدول مجلس التعاون الخليجي والشام، والمغرب العربي، وأفريقيا، وأوروبا.
وتلفت المصادر، في حديث لسكاي نيوز عربية، إلى أن دراسات الجدوى المتعلقة بمشروعات الربط الكهربائي انتهت إلى أنه يُحقق وفورات مالية تُقدر بملايين الدولارات سنوياً وينهي الحاجة لبناء محطات كهرباء جديدة، فضلاً عن حل أزمة الكهرباء في الدول التي تعاني من انقطاعات مثل لبنان.