تستعد شوارع مصر لاستقبال أول سيارة كهربائية محلية الصنع عام 2022، بعد إعلان وزارة قطاع الأعمال العام بشكل رسمي عن إنتاج "نصر E70"، في إطار الجهود الحكومية لتوطين صناعة السيارات الكهربائية.
السيارة سيتم تصنيعها في شركة "النصر للسيارات" بالتعاون مع شركة "دونغ فينغ" الصينية، بعد عودة الشركة المصرية للعمل بعد توقف دام لقرابة 11 عاما، على أن تبلغ نسبة المكون المحلي في السيارة الجديدة نحو 58 بالمئة في المرحلة الأولى، ثم ترتفع النسبة على مدار سنوات التنفيذ.
ومن المقرر أن تبدأ أسعار السيارة الجديدة من 290 ألف جنيه (نحو 18.3 ألف دولار)، على أن تطرح منها 3 فئات وفقا لقدرة البطارية ومدي السير.
وبالتزامن مع المرحلة الأولى من إنتاج السيارة الجديدة، سيتم إنشاء نحو 3 آلاف محطة شحن كهربائية، وتعمل اللجنة المشكلة لتنفيذ المشروع الجديد من وزارتي قطاع الأعمال والتنمية المحلية على اختيار الأماكن المقترحة لهذه المحطات.
وأعلنت اللجنة التنفيذية لمشروع السيارة الكهربائية الجديدة وجود عوامل تشجيعية لشراء "نصر E70"، ومن بينها دعم حكومي بقيمة 50 ألف جنيه لأول 100 ألف مشتر، وفقا لضوابط محددة، كما يمكن لسائقي سيارات الأجرة استبدال مركباتهم القديمة بأخرى كهربائية.
مميزات وعيوب
وتحدث خبير صناعة السيارات رئيس شعبة السيارات السابق عفت عبد العاطي مع موقع "سكاي نيوز عربية" حول هذا المشروع الجديد، موضحا أن إنتاج سيارة كهربائية محلية الصنع يعد "خطوة البداية لمواكبة الحركة العالمية في سوق السيارات"، إذ من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة انتشار السيارات الكهربائية تدريجيا، كما تشير توقعات الخبراء إلى أن السيادة التامة ستكون للسيارات الكهربائية بحلول 2050.
ويضيف عبد العاطي: "لا يمكننا الحكم على السيارة الجديدة إلا بعد تواجدها في الشوارع المصرية لنرصد مميزاتها وعيوبها بشكل أدق، ومدى تأثيرها على حركة سوق السيارات المصري، لكن بشكل عام فإن بداية التفكير في استخدام السيارات الكهربائية على حساب التقليدية تعد خطوة إلى الأمام".
ظروف مناسبة للنجاح
وبسؤاله عن الظروف المثالية لنجاح هذا المشروع الجديد، يقول عبد العاطي إن "المسؤولين أمام تحد صعب، الأمر لا يتعلق بإنتاج سيارات جيدة فقط لكن بخلق بنية تحتية تتأهب لاستقبال وجود السيارات الكهربائية في الشوارع".
كما يشيد خبير السيارات بقرار وزارة البترول والثروة المعدنية في نهاية عام 2019، إذ حددت أن يكون بند توافر وحدة لشحن السيارات كهربائيا "إلزاميا" في تصاريح إقامة محطات الوقود المقرر إنشائها مستقبلا.
كما يرى عبد العاطي أن الخطوة الأهم في هذا المشروع هي إطلاق حملة توعوية بأهمية السيارات الكهربائية في المرحلة المقبلة لزيادة الإقبال الشعبي على شرائها، إلى جانب التسهيلات الحكومية التي ستقدمها للمشتريين الأوائل لتلك السيارة الحديثة.
وفي ختام تصريحاته، يؤكد عبد العاطي أن نجاح التجربة "سيفتح الباب أمام فرص كثيرة لتصدير السيارة المصرية الجديدة، وأخذ الخطوة الأولى لمواكبة أسواق السيارات العالمية".