أطلق حسام شعبان خريج كلية الزراعة في جامعة الأزهر بمصر، مبادرة تحت عنوان "مزرعة بيتنا"، بهدف زراعة أسطح المنازل في مصر.
وطبّق حسام التجربة في منزله، ونجح في إنتاج محاصيل زراعية وفيرة وبجودة عالية، تباع في الأسواق، وتدر عليه دخلا وفيرا.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال حسام إنه درس نظم الزراعة الحالية، ووجد أنها مكلفة، الأمر الذي جعله يفكر في زراعة الأسطح بشكل يقلل من التلوث وثاني أكسيد الكربون، فضلا عن الفائدة الاقتصادية.
وأضاف حسام: "بدأت بمحاولة استخدام شيء شامل بتكلفة قليلة خاصة وأن نظام الزراعة فوق الأسطح باستعمال المياه يقتصر على النباتات الورقية وتكلفته مرتفعة، فكان هدفي إنتاج شيء بتكلفة قليلة ويشمل معظم ما يمكن زراعته. وعليه اعتمدت نظام الزراعة بالأكياس المستخدمة في بعض المشاتل وقمت بتطبيقها على الأسطح والتي تستخدم التربة البديلة وبعض الرمل لتثبيت النبات وتدعيمه".
وتابع قائلا: "تقوم الزراعة على استخدام أوعية تحمل التربة وأتعمد استخدام الأكياس لتوفير النفقات المالية في ظل تحقيقها نفس الغرض، وأعمل حاليا على استخدام أكياس معالجة يمكن أن تستمر مدة طويلة تصل إلى 5 سنوات، كما قمت بعزل السطح بشكل كامل تحسبا لأي ظروف قد تؤدي لخلل في نظام المياه ومعه نظام صرف للتغلب بشكل مدروس على أي مشكلة تخص المياه".
وبيّن أنه "قمت بدراسة لفهم كيفية انتشار جذور النباتات وبالتالي تحديد الحجم المناسب لانتشار هذه الجذور فوق الأسطح وكانت أول مرحلة هي التجارب على محصول الكوسا، وكان الشكل مرضيا لكن الإنتاج كان ضعيفا، وعليه بدأت البحث عن حل لهذه المشكلة ولم أحصل على إجابات مفيدة من المتخصصين في الكلية والذين أشاروا إلى أن الحرارة المنعكسة على الأسطح قد تؤثر على دورة حياة النبات".
واسترسل قائلا: "لم أشعر باليأس رغم شعوري بالإحباط في البداية، وبدأت في تجربة محاصيل أخرى على أمل الحصول على ثمرة واحدة من أي محصول ثم أتفرغ بعد ذلك لزيادة الإنتاج. وبعد تجربة عدد من المحاصيل بدأت فهم المشاكل والمعوقات، الأمر الذي انعكس على الإنتاج، فكنت أقوم بالتجارب للحصول على إنتاج ثمرة من نبات بعينه، ثم العمل على زيادة الإنتاج من هذا المحصول، وبعدها قمت بتحديد المحاصيل الناجحة حتى تمكنت من زراعة أغلب المحاصيل خاصة الخضراوات، وحتى نبات الكوسا تمكنت في النهاية من زراعته بعد حل المشاكل المؤثرة عليه".
إنتاجية عالية في مساحة ضيقة
ويؤكد حسام أن: "هذه الفكرة تمكننا من استغلال المساحة والحصول على إنتاجية تقدر بثلاثة أمثال الإنتاج الزراعي لنفس المساحة في الارض المستديمة، وذلك بعد حل مشاكل تعفن الجذور واستهلاك المياه الكبير وغيرها ما أدى لزيادة نسبة الإنتاج وبجهد أقل وجودة أعلى، بسبب توفير الغذاء الذي يحتاجه النبات بدقة عبر استخدام نظام حديث للري كما استطعنا حل مشكلة الحشائش الموجودة في الأرض".
ويشير حسام إلى أن هذه التجربة توفر استخدام المياه لأن النبات مزروع في حيز معين وبالتالي يأخذ حاجته فقط من المياه بعكس نظام الري بالغمر أو التنقيط في التربة العادية والذي يستهلك كميات كبيرة من المياه لا يستفيد منها النبات، خاصة وأنه يستخدم نظام التنقيط الإلكتروني عبر لوحة تحكم تعطي للنبات حاجته فقط من المياه دون زيادة أو نقصان.
مشروع اقتصادي مربح
ويشير حسام إلى أن هدف المشروع اقتصادي بالدرجة الأولى، مبينا أنه يحصل على إنتاجية تقدر بـ2 طن من المحاصيل الزراعية من كل ألف كيس، مع التخطيط لاستخدام السماد العضوي فقط مع النبات في الفترة المقبلة ما يزيد من جودته وسعره، لافتا إلى أنه استخدم مساحة 200 متر من سطح منزله والتي تنتج ما بين 70 إلى 80 كيلوغراما من الخضراوات في كل حصاد حسب المحصول، مع التخطيط للتوسع في زراعة الفواكه عبر زراعة أشجار لا يزيد حجمها عن متر ونصف المتر.
مدى تحمل الأسقف
وبالنسبة لمدى تحمل أسقف المنازل الزراعة فوقها أكد حسام أن: "متر الخرسانة المسلحة يحمل من 200 كيلوا إلى 250 كيلوا متر في حين وزن النبات المزروع لا يتجاوز 50 كيلو لكل متر وهو وزن يقل كثيرا عن الاستخدام التقليدي للأسطح، خاصة وأن الكثير من الأسر تضع الأجهزة الكهربائية ثقيلة الوزن فوق الأسطح، لكن استخدامها للزراعة هو أقل وزنا وأكثر أمانا".
وحول تعميم التجربة ومدى انتشار المبادرة، لفت حسام إلى أنه يقوم بتوفير كل مكونات المشروع إضافة إلى عمل نظام متابعة كامل لشرح كل ما يتعلق بالزراعة للناس، حتى لغير العارفين بأمور الزراعة، مع توفير الأسمدة وغيرها، بهدف نشر مبادرة "مزرعة بيتنا" وتعميمها.