مع تفاقم وتسارع ظاهرة التصحر وتمددها على مساحات شاسعة في سوريا، في ظل التغير المناخي وتأثيرات الحرب منذ ما يقرب العشر سنوات، أطلق "أصدقاء البيئة" من الشباب السوري في الشمال، مبادرة لزراعة 4 ملايين شجرة.
المبادرة تطلق عليها "الجدائل الخضراء"، وتهدف للحد من ظاهرة التصحر، واستعادة التنوع الأحيائي والتوازن البيئي، والوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة وزيادة المساحات المزروعة.
ودعت عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعيات المهتمة بالبيئة، والمؤسسات المدنية ومحبي البيئة من المواطنين السوريين، إلى الانضمام للمشروع ومواجهة، والسعي لزيادة المساحات الخضراء وزراعة الأرياف بالأشجار المثمرة لتحسين المناخ وترسيخ مجتمع نظيف ونقي.
15 ألف بذرة
وعادة ما يحصل أصحاب تلك المبادرات على شتلات عن طريق تبرعات مواطنين أو فلاحين وأصحاب مزارع، ويختار الأقل حاجة للماء، والأكثر تحملاً للحرارة وإمكانية أن تعطي مساحة ظل جيدة.
لكن متطوعو الحملة فضلوا خلط التراب مع السماد وزراعة البذور في أكياس صغيرة بانتظار نمو الغراس كون الحملة طوعية بدل شراء غراس جاهزة.
وأوضح زيور شيخو المشرف على مبادرة "الجدائل الخضراء" لـ"سكاي نيوز عربية"، أن المبادرة تسعى لتحقيق أهداف اجتماعية وبيئية متنوّعة، إضافة إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وحثّ المواطنين السوريين على المساهمة في زيادة المساحات الخضراء.
وأشار إلى أن: "المبادرة انطلقت من (مشتل عفرين) وسط مدينة قامشلي، باعتبارها مركزاً لمشروعها، وتمت زراعة 15 ألف بذرة من الأشجار المثمرة، وانتظار نموها لزراعتها في الجزر الوسطية، والأرصفة، والحدائق، والمدارس وحدائق المشافي والأرياف والمساحات الفارغة".
وتحدث شيخو عن الصعوبات التي واجهت الحملة، كونها تستغرق وقتا وهمة وصبراً لتحقق مبادرتهم نتائجها المرجوة.
وأشار إلى تعرض البيادر والحقول في كل المدن السورية ببساتينها ومزارعها وأشجارها للحرق أو العطش خلال السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى حالة من التصحر وارتفاع في درجات الحرارة بنحو لافت.
زراعة 4 ملايين شجرة
وأولت المبادرة بحسب شيخو، اهتمامًا في تحقيق المشاركة المجتمعية باستزراع النباتات المحلية لتعزيز الوعي البيئي، من خلال دعوة عدد من الجهات الخاصة والجمعيات التطوعية والأفراد في زراعة أكثر من: "أربعة 4 ملايين شجرة من الأشجار الحراجية والمحلية من تفاح وبرتقال والجوز والفستق الحلبي وغيرها من الأشجار المثمرة خلال 5 أعوام".
ونقلت وسائل إعلامية عن "كلستان سيدو" منسقة العلاقات في المبادرة، عن طرح جهات مهتمة بالمشروعات البيئية، رغبتها دعم المشروع مادياً ومعنوياً.
وعن اختيار اسم الحملة بالجدائل الخضراء، أشار زيور إلى أنها كناية عن جدائل المقاتلات الكرديات اللواتي قارعن الإرهاب وانتصرن على أكبر تنظيم إرهابي في العالم.