يعقد المحجوب، أحد أبناء مدينة الداخلة جنوبي المغرب، آمالا كبيرة على مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، لتقوية فرصته في الحصول على عمل بعد إتمامه دراسته الجامعية في مجال الاقتصاد.
"فور سماعي عن المشروع، استبشرت خيرا وانصب تفكيري على ضرورة ملاءمة تكويني الجامعي لكي يتماشى مع متطلبات سوق العمل، والفرص التي سيقدمها هذا الميناء"، يتحدث المحجوب لموقع "سكاي نيوز عربية" عن طموحه للعمل في الميناء الأطلسي.
وينتظر المحجوب كغيره من أبناء المناطق الجنوبية للمغرب هذا المشروع الضخم لتحقيق التنمية وخلق فرص عمل، من خلال تعزيز عدة مجالات اقتصادية.
وسيتم إنشاء هذا الميناء الجديد الذي سيكلف نحو مليار دولار، بمنطقة نتريفت، المعروفة بعمقها البحري والواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال مدينة الداخلة.
وسيشمل الميناء، الذي دعت وزارة التجهيز قبل أيام إلى تقديم طلبات عروض لبنائه، 600 متر من الأرصفة التي ستخصص لرسو السفن التجارية بعمق 16 مترا، و1650 مترا من الأرصفة بعمق 12 مترا.
وسيضم جزءا خاصا بالسفن التجارية وآخر بالصيد البحري، فيما يخصص قسم منه لإصلاح السفن وصيانتها.
خلق فرص عمل وتشجيع الاستثمارات
ويقول المحجوب (25 عاما)، إنه "وجد عددا من التخصصات التي يمكن دراستها والتي ترتبط بقطاع الموانئ، لكنه لم يقرر بعد ما الأنسب منها لدراسته الجامعية".
ويستطرد ابن مدينة الداخلة: "سمعت أن العمل في الميناء سيتطلب حوالي 5 سنوات، وهو وقت كاف للعمل على تطوير نفسي في هذا المجال، وأتمنى أن يستفيد أبناء المنطقة من هذا المشروع الضخم وأن لا يتم تهميشهم".
من جانبه، يقول شيبتة حباط، الفاعل الاقتصادي في الجنوب المغربي، إن مشروع ميناء الداخلة الجديد "سيعطي دفعة قوية لاقتصاد المنطقة، وسيشكل قاطرة للتنمية في المغرب، وسيوفر فرص عمل وشركات جديدة. كما من المتوقع أن يرافق المشروع منطقة صناعية تضم عددا من الحرف والمهن، مما سيقلص من نسبة البطالة، رغم عدم حدتها في المنطقة".
يضيف حباط، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذا الميناء يتزامن مع خبر فتح القنصلية الأميركية في الأقاليم الجنوبية، وما ستحمله من تنمية اقتصادية بحكم أن المنطقة مطلة على المحيط الأطلسي، وبوابة نحو أميركا الشمالية".
وستشهد المنطقة الجنوبية للمغرب في غضون السنوات الخمس المقبلة، حسب الفاعل الاقتصادي، تحولا جذريا في عدة مجالات، في الوقت الذي تعرف فيه حاليا طفرة سياحية وازدهارا في المجال الفلاحي والصيد البحري".
طفرة تنموية
ويؤكد رئيس منتدى الباحثين الاجتماعيين والاقتصاديين بالأقاليم الجنوبية، الطالب بويا أبا حازم، أن ميناء الداخلة الجديد بموقعه الاستراتيجي المطل على المحيط الأطلسي "سيكون بمثابة بوابة على إفريقيا، وسينعكس ذلك على التنمية بجهة الداخلة وبكل الأقاليم الجنوبية للمملكة".
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا المشروع الضخم الذي يعتبر جسرا بين إفريقيا والقارتين الأوروبية والأميركية، من شأنه أن "يرفع من مستوى عيش الساكنة المحلية، عبر خلق العديد من فرص الشغل سواء داخل الميناء أو عبر الأنشطة الموازية له".
وبفضل الميناء الجديد، ستتحول الداخلة إلى منطقة حرة ووجهة عالمية للتبادل التجاري عبر القارات، كما سيشجع على جلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية إلى الأقاليم الجنوبية، وفقا للباحث الاجتماعي والاقتصادي.
وبحسب أبا حازم ابن مدينة العيون، فإن المستفيد الأول من مثل هذا المشروع والمشاريع التنموية المستقبلية، هم "الساكنة المحلية وأبناء الأقاليم الجنوبية التي تزخر بالعديد الكفاءات".
ويشير المتحدث إلى أن أبناء المنطقة الجنوبية، يتابعون باهتمام كبير آخر التطورات والعمل الدبلوماسي المغربي، الذي أفرز افتتاح الولايات المتحدة الأميركية قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة، وما يحمله القرار من بعد اقتصادي تنموي سيعود بالنفع على المنطقة وسكانها.
إنعاش العجلة الاقتصادية
ويؤكد الباحث الاقتصادي علي بوطوالة، أن ميناء الداخلة الأطلسي سيدعم التنمية المحلية في الجنوب المغربي، وسيساهم في خلق وإنعاش العديد من المهن والحرف والمجالات الاقتصادية.
ويشير في تصريح لموقع "سكاء نيوز عربية"، إلى أن إنجاز مثل هذا الميناء الضخم، "يتطلب يدا عاملة كبيرة ويشغل عددا كبيرا من الموظفين الذين هم بحاجة إلى سكن ووسائل نقل ومواد استهلاكية، وهو الأمر الذي سيساعد في إنعاش الدورة الاقتصادية في المنطقة".
وبوسع الميناء الجديد، حسب بوطوالة، أن "يلعب دورا محوريا وأساسيا في إنعاش عدد من القطاعات، كما سيمكن من إحداث العديد من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة ويدعم الاستهلاك، ويحسن اندماج الاقتصاد المغربي على المستوى الدولي".
وسيكون لميناء الداخلة الأطلسي جنوبي المغرب، إن تم إنجازه بمقاييس مشابهة لميناء طنجة المتوسطي بشمال المملكة، وفق المتحدث، انعكاس كبير على علاقات المغرب بغرب إفريقيا.