انطلقت، يوم الاثنين، فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2020" افتراضيا، التي تستمر حتى 12 نوفمبر، بمشاركة وزراء وقادة وخبراء قطاع الطاقة حول العالم.
وأعقب الكلمة الافتتاحية لوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس التنفيذي لـأدنوك ومجموعة شركاتها، سلطان الجابر، حلقة نقاش وزارية خاصة تم عقدها افتراضيا بمشاركة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آ، ووزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، ونائب وزير الطاقة الروسي بافل سوريكن، والأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" محمد باركيندو.
وجمع مؤتمر "أديبك" أكثر من 70 وزيرا ورئيسا تنفيذيا ورائد أعمال وخبيرا عالميا، للتركيز على سُبل استجابة قطاع الطاقة لجائحة "كوفيد-19" وتكيّفه معها، إذ يحرص المجتمعون على تقديم مجموعة من الرؤى المبتكرة حول سبل تعزيز القطاع لمرونته في المستقبل، وتعامله مع التحديات والفرص التي تطرحها مرحلة التحول في مجال الطاقة، وفق ما ذكرت وكالة "وام".
ويشكل معرض ومؤتمر "أديبك" الافتراضي، الذي تستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، منصةً مثالية لقادة الرأي الذين سيسهمون في رسم ملامح مستقبل قطاع النفط والغاز العالمي.
ويشارك في مؤتمر "أديبك 2020" نحو 10 آلاف خبير من أكثر من 100 دولة، في برنامج فعالية أديبك الافتراضية 2020، ويضم المعرض والمؤتمرات الافتراضية الاستراتيجية والفنية المصاحبة له، إضافة إلى برنامج جوائز أديبك الذي يقام خلال حفل افتراضي للمرة الأولى منذ عشرة أعوام.
وتقدم أكثر من 100 شركة عروضا افتراضية لما لديها من حلول مبتكرة جرى تصميمها لتلبية الاحتياجات الملحة لقطاع الطاقة سريع التحول.
وتتضمن فعاليات المؤتمر أكثر من 135 جلسة، تجمع ما يزيد على 700 من المتحدثين البارزين، إلى جانب 115 جلسة فنية. كما تشارك في المعرض الافتراضي 120 شركة عارضة، عبر تقديم باقة من المحتوى المباشر عالمي المستوى لجميع الحضور والمهتمين في القطاع.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، إن سوق النفط "يمر بمرحلة تحويلية" جراء انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن السعودية تعكف حاليا على إجراء "تغيير جذري" في قطاع الطاقة، متجهة نحو الاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة والغاز.
وأضاف أن المملكة "تلعب دور المحرك والمحفز للاقتصاد العالمي بطريقة مستدامة، إذ تمد السعودية دول العالم بالطاقة".
كما أشار وزير الطاقة السعودي إلى أن منظمة أوبك "تحرص الآن كما حالها دوما على تأدية دورها الاستباقي في القطاع النفطي، في حين سيمتد دور اتفاقية "أوبك+" إلى ما بعد نهاية شهر أبريل من عام 2021، حيث يمكن اتخاذ قرار حول تمديد العمل بموجبها طيلة عام 2022".
من جانبه، قال نائب وزير الطاقة الروسي: "لا بد أن نلعب جميعا دورا مسؤولا، ونضمن وجود ما يكفي من الاستثمارات في قطاع المواد النفطية، لنحرص على مواصلة إمداد المستهلكين في جميع أنحاء العالم بالطاقة بأسعار مقبولة".
واعتبر بافل سوريكن، أنه "من السابق لأوانه القول إننا تجاوزنا مرحلة ذروة الطلب، إذ ما زلنا بعيدين عن ذلك بطبيعة الحال ونتوقع استمرار الزيادة في معدلات الطلب على مدى الـ15 عاما المقبلة على أقل تقدير، وبالتالي فمن السابق لأوانه القول إن حقبة الاعتماد على النفط انتهت".
ونوه إلى أن "انطلاق ثورة النفط الصخري تعود لوفرة التمويل والابتكار الفني في القطاع، بينما نعيش حقبة مضطربة تشوبها الكثير من التقلبات في الأسعار"، موضحا أن القطاع "يعمل في الوقت الراهن على إعادة ترتيب أوراقه، ولهذا بتنا نلمس قدرا كبيرا من حالات الاندماج".
أما الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، فقال إن العالم "يشهد انخفاضا بواقع 9.8 مليون برميل يوميا في عام 2020، غير أن توقعاتنا بالنسبة لعام 2021 تشير إلى معاودة ارتفاع الطلب".
وتابع: "أصبحنا نقترب حاليا من إنتاج 6.5 مليون برميل يوميا، وشاهدنا جميعا ردة فعل الأسواق بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.. لا داعي للقلق".
وأضاف: "الأرقام التي كشفنا عنها في فيينا تظهر أنه وحتى اليوم، شهدت المنطقة إقرار حزم تحفيز تراكمية على نطاق عالمي بقيمة 25 تريليون دولار أميركي، أي ما يمثل 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي".
وقال باركيندو: "نتطلع قُدما إلى مواصلة حوارنا حول الطاقة مع الولايات المتحدة على مدى الأشهر والأعوام المقبلة، لا سيما وأنها تتمتع بمكانة متميزة من حيث عملية التحول العالمية في مجال الطاقة".