استقبل المغرب، مساء السبت، أول فوج للسائحين الأجانب، بعد سبعة أشهر من إغلاق الحدود الجوية والبحرية، بسبب الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
وقد حطت الرحلة التي تضم 160 سائحا فرنسيا، بمدينة مراكش التي تعد العاصمة السياحية للمغرب. وقد شكل وصول الفوج إلى مطار مراكش الدولي "حدثا رمزيا" حيث كان في استقبالهم مجموعة من المسؤولين عن قطاع السياحة، والذين يطمحون لإنقاذ القطاع من حالة الشلل شبه التام.
وتشير اخر دراسة رسمية، إلى أن قطاع السياحة في المغرب، الذي يساهم بحوالي 10 في المئة من الناتج الداخلي الخام، تكبد ما يفوق 64 مليار درهم (أكثر من 6 مليارات دولا) من الخسائر بسبب الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا.
وحسب الإحصائيات المسجلة في نهاية شهر يونيو الماضي، فقد انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 63 في المئة، ونسبة ليالي المبيت في الفنادق المصنفة بنسبة 59 في المئة. وقد تم تسريح آلاف العاملين بعد إغلاق أكثر من 80 في المئة من المنشآت والشركات السياحية.
وقبل أزمة كورونا، كانت مدينة مراكش تستقبل أكثر من مليون سائح سنويا، وقد سجلت السنة الماضية أرقاما قياسية، حيث زارها 3 ملايين سائح من أصل نحو 13 مليونا، حلوا بالمغرب.
وبحسب توقعات المهنيين، فإن الموسم السياحي "القياسي" الذي شهده المغرب السنة الماضية، لن يتكرر قبل حلول 2030، إلا إذا توفرت عوامل استثنائية.
مؤشر أمل.. ولكن
رحب المهنيون في قطاع السياحة، باستئناف الرحلات السياحية، التي سمحت بوصول أول فوج من السائحين الأجانب، لكنهم شددوا على أن القيود التي تطبقها الحكومة على التنقل والسفر، من شأنها أن تبطئ عملية إنعاش القطاع.
ويعتبر حميد بنطاهر، العضو بالمجلس السياحي الجهوي لمراكش، أن المدينة الحمراء تستعد لاستقبال السياح عبر إعادة فتح الفنادق والحدائق في ظل احترام التدابير الصحية. ويعبر بنطاهر عن ثقته في أن أرقام السائحين سترتفع، لكن وتيرة الارتفاع وتحويل مؤشرات الأمل إلى معطيات حقيقية، يرتبطان بـ"التحرك الحكومي".
وشدد حميد بنطاهر في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" على أن الوقت قد حان لفتح الحدود الجوية والبحرية المغربية بشكل كامل من أجل تسهيل عملية استقبال السائحين. معتبرا أن برنامج الرحلات الاستثنائية الذي أطلقه المغرب منذ الصيف، يطرح مجموعة من العراقيل التقنية المرتبطة بجدول الرحلات وبصعوبة فحوصات الكشف عن فيروس كورونا.
وطالب المسؤول السياحي، بإلغاء إجبارية الكشف قبل السفر، وتعويضه بالكشف عند الوصول، على غرار المعمول به حاليا في عدد من الدول.