وسط توقعات متفائلة بأن تصبح العاصمة الإدارية الجديدة متنفسا جديدا لمصر يخفف الازدحام عن القاهرة، أعلن أحمد زكي عابدين رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، تعليقا مؤقتا لبيع الأراضي هناك.
وفي مقابلة مع "رويترز" بمكتبه في شرقي القاهرة، أضاف عابدين أن الشركة اتخذت هذا القرار "لحين انتقال الحكومة والرئاسة إلى العاصمة الإدارية، من أجل رفع متوسط سعر البيع".
وقال عابدين إن استثمارات المرحلة الأولى من المشروع تبلغ نحو 300 مليار جنيه (19.05 مليار دولار)، كلها بتمويل ذاتي.
والعاصمة الإدارية الجديدة خطة طموحة لإنشاء مدينة على بعد 45 كيلومترا شرقي القاهرة، كان قد أُعلن عنها في مارس 2015 خلال قمة اقتصادية عقدت بمدينة شرم الشيخ لجذب المستثمرين الأجانب.
ويبلغ سعر متوسط متر الأرض في العاصمة الإدارية 4 آلاف جنيه للاستخدام السكني، و15 ألفا للاستخدام التجاري، و400 دولار للمتر للسفارات، وفقا لعابدين الذي أكد أن هناك حجوزات من أكثر من 60 سفارة حتى الآن بالعاصمة.
وأضاف أن مساحة المرحلة الأولى من المشروع تبلغ 40 ألف فدان باستثمارات تصل لنحو 300 مليار جنيه، كلها بتمويل ذاتي من إيرادات بيع الأراضي.
والعمل جار على قدم وساق لبناء المناطق الأساسية في المدينة التي ستحل محل القاهرة، العاصمة الحالية التي تعاني اختناقا مروريا والزحف العمراني، ويعيش فيها أكثر من 20 مليون نسمة.
وأوضح عابدين أن البناء في المرحلة الأولى سيكون على نحو 24 ألف فدان فقط من إجمالي المساحة، والباقي للخدمات والطرق والمساحات الخضراء.
وبيّن أن شركته باعت حتى الآن 17.5 ألف فدان في المرحلة الأولى لما يتراوح بين 50 و60 شركة مصرية وعربية، لكنها ستوقف البيع في المرحلة الأولى لحين انتقال الحكومة والرئاسة إلى هناك.
وتابع قائلا: "باختصار طالما لدينا أموال للإنفاق على المرافق والحي الحكومي لا نقوم بطرح أراضي، لأن الأسعار تزيد".
وبحسب عابدين فإن مرافق المرحلة الأولى من المشروع ستتكلف بين 15 و20 مليار جنيه، تم إنفاق ما يصل إلى 10 مليارات جنيه منها حتى الآن، فيما بلغ الإنفاق على الحي الحكومي ما يصل إلى 40 مليار جنيه، وإن التمويل بالكامل يأتي من حصيلة بيع الأراضي.
واسترسل عابدين قائلا: "التوجيه الذي لدينا أن الحكومة ستنتقل إلى العاصمة الإدارية في 30 يونيو المقبل، ونحن مستعدون كمرافق وطرق ومباني لذلك. العاصمة ستكون صالحة للحياة بين عامين وثلاثة أعوام، والمرحلة الأولى ستستوعب ما بين مليوني و2.5 مليون نسمة، على أن يستوعب كامل المشروع ما يصل إلى 7 ملايين نسمة".
وفيما يتعلق بكيفية توفير المياه للمشروع، قال عابدين: "لدينا 200 ألف متر مكعب من المياه يوميا في المشروع، ونقوم حاليا بعمل خطوط التوزيع، ونعتزم تنفيذ مشروع أساسي بإقامة محطة مياه على نهر النيل لضخ 1.5 مليون متر مكعب يوميا لكامل مراحل المشروع".