يبدو أن استفزازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا تتوقف عند حد، فهو يستمر في تحدي الدول ويضرب بعرض الحائط العلاقات الدولية وعلاقات حسن الجوار، ما أدى إلى توتر العلاقات مع كل من اليونان وقبرص ومصر وسوريا.
وها هو رجب طيب أردوغان يعود لاستفزاز جيرانه في شرق المتوسط بعد أن أعلن، اليوم الخميس، أن بلاده ستبدأ التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط هذا العام.
وجاء هذا الإعلان بعدما وقعت تركيا اتفاقا بحريا مع ليبيا، يمنح أنقرة سيادة على مناطق واسعة من البحر المتوسط.
وقال إردوغان، خلال خطاب في أنقرة "سنبدأ عمليات التنقيب والحفر في أقرب وقت ممكن من العام 2020 بعد إصدار تراخيص للمناطق"، وفقا لما ذكرته فرانس برس.
وأوضح أن بلاده تعتزم، خلال 2020 إصدار تراخيص للمناطق البحرية المشمولة في الاتفاق مع ليبيا، والبدء بأعمال التنقيب فيها، مشيرا إلى أنه "بموجب الاتفاق التركي الليبي، لم يعد ممكنا القيام بأعمال تنقيب أو تمرير أنابيب في المناطق البحرية المشمولة في الاتفاق، دون موافقة تركيا وليبيا"، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وأكد عزم أنقرة على حماية مصالح ما يعرف باسم "جمهورية شمال قبرص التركية" في البحر المتوسط، مضيفا إن أنقرة "لم تسمح بإقصاء تركيا وشمال قبرص عن شرق المتوسط وفعاليات التنقيب الجارية في تلك المنطقة".
وأشار الرئيس التركي إلى أنه سيتم إرسال سفينة الاستكشاف السيزمي التركية "أوروك ريس" إلى المنطقة قريبا، بحسب فرانس برس.
وكان الاتفاق بين أنقرة وطرابلس أثار حفيظة الدول المجاورة لها في المتوسط ، ذلك أن الاتفاق يمنح تركيا سيادة على مناطق واسعة من البحر، خصوصا وأنه لا يأخذ بعين الاعتبار وضع جزيرة كريت اليونانية.
وكانت تركيا أثارت في البداية غضب قبرص، وردود فعل من الاتحاد الأوروبي، بإرسالها سفنا للتنقيب عن النفط والغاز قبالة الجزيرة المقسومة.
يشار إلى أن اليونان وقبرص وإسرائيل كانت قد وقعت بدورها على اتفاق، في وقت سابق من الشهر الجاري، لبناء خط أنابيب "شرق البحر المتوسط" لإيصال الغاز إلى أوروبا، وهو المشروع الذي تعارضه أنقرة.