تسببت التجارة الإلكترونية، بالكثير من التحولات في عالم التسوق، لكن هذه التحولات لم تكن في صالح شركات التجزئة التقليدية في معظمه، بل كانت سببا رئيسيا في إفلاس الكثير من الأسماء اللامعة في هذا القطاع.
ومؤخرا، شكل إفلاس شركة "فور ايفر 21" ضربة جديدة لـقطاع التجزئة الأميركي، على الرغم من أن هذه الضربة لم تكن مفاجئة تماما، ذلك أن مثل هذا الحدث أصبح حدثا روتينيا في هذا القطاع.
فمنذ العام 2017 أعلنت أكثر من 20 شركة تجزئة تقليدية أميركية إفلاسها، ومنها أسماء لمع نجمها بشكل كبير في فترات سابقة مثل شركة "سيرز" و"تويز آر أص".
وشهد العام الجاري إغلاق أكثر من 8200 متجر من متاجر التجزئة التقليدية في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 12 ألف متجر بنهاية العام وإلى 75 ألف متجر بحلول 2026، وذلك بحسب توقعات بنك "يو بي أس".
ويعتبر صعود نجم التجارة الإلكترونية السبب الرئيسي وراء معاناة شركات التجزئة التقليدية في العالم.
ذلك أن إيرادات شركات كشركة "أمازون" في أميركا الشمالية لوحدها، على سبيل المثال، بلغت خلال 2018 نحو 141 مليار دولار، أي ما يعادل مبيعات 30 ألف متجر تقليدي هناك.
وتشير تقديرات بنك "يو بي إس" إلى أن التجارة الإلكترونية ستنمو بمعدل سنوي يتراوح بين 15 في المئة إلى 20 في المئة خلال السنوات العشر المقبلة.
ومن المتوقع أن يعزز هذا الأمر من حصتها في سوق التجزئة، وأن يخلق المزيد من التحديات لشركات التجزئة التي لا تواكب التحول التكنولوجي.
واليوم تشكل التجارة الإلكترونية نحو 15 في المئة من مبيعات التجزئة العالمية، التي قدرت خلال العام الماضي بحوالي 19 تريليون دولار.