نجحت السعودية في تبديد مخاوف السوق العالمية للنفط، بتصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، مساء الثلاثاء، التي أكد فيها عودة الإمدادات البترولية إلى ما كانت عليه، قبل الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة "أرامكو" شرقي المملكة.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر صحفي بمدينة جدة: "لقد شرفني خادم الحرمين الشريفين وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بأن أزف للمواطين والمواطنات ولمحبي هذه الدولة، بشرى عودة الإمدادات البترولية القصوى لما كانت علية قبل الساعة 03:43 من صباح السبت (وقت الاعتداء على المنشأتين)".
وأضاف: "نتج عن ذلك العدوان انقطاع حوالى 5.7 مليون برميل من إنتاج الزيت الخام، منها 4.5 مليون برميل من معامل بقيق، حيث تتم معالجة الإنتاج في عدة حقول".
جهوزية غير مسبوقة
وعن جاهزية السعودية وتصرفها السريع بعد الهجوم الإرهابي، أكد عضو مجلس الشورى السعودي السابق خليل الخليل، أن "جهوزية السعودية وأرامكو في التعامل مع الضرر غير مسبوق، خاصة إذا تم مقارنته بمشاكل أصابت شركات أخرى".
وقال الخليل في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "أثبتت أرامكو أنها جاهزة، فالهجمات الإرهابية ليست سهلة، نتذكر عندما احترق بئر بترول لشركة بريتيش بيتروليوم، بقي حوالي شهر لم تطفأ فيه الحرائق وكان تأثيره كبيرا على البيئة، بينما حرائق أرامكو أطفأت بساعات".
كما نوه الخبير في شؤون النفط والطاقة مصطفى البزركان، إلى أهمية التعاون بين جميع الجهات المختصة في السعودية، التي مكنت البلاد من تفادي مشاكل إضافية.
وقال البزركان: "خلال الأيام الماضية كان هناك ترويج لتقارير غير واقعية، لكن التصريحات جاءت لتطمئن الأسواق، خاصة أن هناك شركات كبرى دخلت بمشاكل سابقة لم تتجاوزها لأشهر، لكن التعاون بين الجهات في المملكة مكنها من تفادي المشاكل الإضافية".
أما نائب وزير الدفاع الأميركي السابق الجنرال مارك كيميت، فأكد أيضا أن تصريحات الأمير عبد العزيز بن سلمان، ستدفع لاستقرار السوق، لكنه لن يحل المشكلة تجاه مقترفي هذه العملية.
وأشار البزركان خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن أسعار النفط بدأت بالتراجع بالفعل، حتى عادت لمستوياتها قبل العدوان.
ولعبت تصريحات الأمير عبد العزيز بن سلمان دورا مهما في تهدئة سوق النفط، حيث تراجعت بعدها على الفور العقود الآجلة لخام برنت 4.47 دولار بما يعادل 6.5 بالمئة، فيما هبطت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.56 5.7 بالمئة.
الطاقة الفائضة
وكان الهجوم الإرهابي على "أرامكو" أدى إلى تضرر الإنتاج بمعملين في بقيق وخريص، واعتبره الأمير "هجوما على كافة الدول"، داعيا المجتمع الدولي إلى "محاسبة كل من يقف وراء هذه العمليات الإرهابية".
وكشف الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن شركة "أرامكو" تمتلك طاقة تخزينية كبيرة في الداخل والخارج.
ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لأرامكو، أمين الناصر، أن أرامكو السعودية أكثر شركة يمكن الوثوق بها في العالم، مشددا "ملتزمون بالطرح العام الأولي للاكتتاب".
وأضاف أن "الطرح العام الأولي لن يتأخر، وسيكون خلال الاثني عشر شهرا القادمة".
وشدد الناصر على أن لدى أرامكو منتجات نفطية كافية لإمداد السوق المحلية، موضحا أن مخزون الشركة يصل يتجاوز 60 مليون برميل.