مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، في أعقاب إسقاط إيران لطائرة مسيرة، تزداد التساؤلات حول تأثير الأزمة الحالية على أسعار النفط حول العالم.

وفي حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أكد الخبير الدولي في شؤون الطاقة، أنس الحجي، أن ارتفاع الأسعار ليس بضخامة ما كان متوقعا، وذلك بسبب وفرة المعروض في سوق النفط.

أخبار ذات صلة

قراصنة إيرانيون يشنون هجمات إلكترونية على أميركا
وسط توتر عسكري مع إيران.. ترامب يعين إسبر وزيرا للدفاع

وأضاف الحجي: "هناك تخوّف من تأزم الموقف أكثر، وارتفاع أسعار النفط عادة ما يكون أكثر مما هو عليه حاليا، لكن وفرة المعروض في السوق حالت دون ذلك".

وضرب الخبير في شؤون الطاقة مثال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، والتي خسر فيها العالم الإنتاج النفطي للدولتين، إلا أن أسعار النفط استمرت بالانخفاض بسبب وفرة المعروض.

وتوقع ارتفاع الأسعار في الفترة المقبلة لأسباب أخرى، منها لأن الطلب العالمي على النفط عادة ما يرتفع في النصف الثاني من العام، بالإضافة لانخفاض الإنتاج العالمي وتباطؤ نمو إنتاج النفط الأميركي، مما سيؤدي لزيادة الطلب وارتفاع الأسعار.

واستبعد استقرار أسواق النفط موضحا: "الوضع الحالي يشهد عقوبات مفروضة على دول مثل فنزويلا وإيران، وحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، كل هذه الأمور تجعل استقرار أسعار النفط صعبا".

مضيق هرمز "الاستراتيجي"

ويأتي التهديد الإيراني المتواصل بإغلاق مضيق هرمز ليزيد من حدة التوتر في المنطقة، وهو المضيق الذي يحمل أهمية ليس فقط على الصعيد الإقليمي بل الدولي أيضا، وأي تهديد أمني للممر المائي الحيوي من شأنه أن يؤثر على تجارة النفط العالمية.

وأشار الحجي لأهمية هذا المضيق بالقول: "يمر 18 الى 20 مليون برميل يوميا عبر مضيق هرمز، وهو ما يعادل 20 في المئة من النفط العالمي، لذلك أي مشاكل هناك ستؤثر مباشرة على أسواق النفط".

وبيّن أن أي أزمة في المضيق قد تؤدي إلى تخفيض عدد الشحنات النفطية وارتفاع تكاليفها، مما يعني ارتفاع أسعار النفط.

وأكد أن إيران لا تستطيع إغلاق مضيق هرمز المحوري بأي شكل من الأشكال، أولا لأن كل استيراداها التجاري يمر من هناك، كما أنها ببساطة لا تستطيع فعل ذلك بسبب وسع مساحته، ولأن إغلاقه سيتطلب احتلال مياه دول أخرى، وهو أمر مستحيل.