بحضور نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، كرم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، الفائزين العشرة بدورة عام 2019 من "جائزة زايد للاستدامة".

وجاء التكريم خلال حفل توزيع الجوائز السنوي الذي أقيم الاثنين في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، ضمن "أسبوع أبوظبي للاستدامة". وهنأ الشيخ محمد بن زايد الفائزين، مشيدا بجهودهم ومساهماتهم القيمة التي تصب في صالح دعم التنمية المستدامة.

وحثهم على مواصلة العمل والبحث عن حلول مبتكرة ومستدامة تساهم في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، مثنيا على أفكارهم وجهودهم وإبداعاتهم التي ساهمت في تطوير التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلدانهم ومناطقهم.

وأكد الشيخ محمد بن زايد أن دورة هذا العام من "جائزة زايد للاستدامة" تمثل محطة مهمة في مسيرة الجائزة، حيث احتفلت دولة الإمارات في عام 2018 بـ"عام زايد"، إحياء لإرث وقيم ونهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي ألهمت القائمين على الجائزة لتطويرها بحيث تشمل فئات أوسع من الحلول المؤثرة لتعزيز فعالية التصدي لتحديات الاستدامة العالمية.

وأوضح أن دولة الإمارات "في ظل القيادة الحكيمة للرئيس، الشيخ خليفة بن زايد، ماضية في استلهام رؤيتها العالمية للتنمية المستدامة والشاملة من الإرث الحضاري والإنساني الغني للقائد المؤسس الشيخ زايد"، والذي يستمر الاحتفاء به على مدار عام 2019 الذي أعلنته دولة الإمارات عاما للتسامح.

وأشار إلى أن جائزة زايد للاستدامة، من خلال تطوير مهمتها لتكرم الجهود المميزة في القطاعات التي تشكل حجر الأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، توفر منصة عالمية فريدة تستقطب الأفكار المميزة القادرة على تحقيق منافع على مستوى حياة الإنسان وحماية كوكبنا.

وشدد الشيخ محمد بن زايد على أن توسيع نطاق الجائزة لتشمل مجالات الرعاية الصحية والأمن الغذائي والمياه والطاقة قد عزز من قدرتها على تحفيز وتمكين جيل جديد من الرواد لتقديم ابتكارات مهمة ترسخ استمرارية الأداء والتقدم في رسالة الجائزة بإحداث تغيير إيجابي في حياة الملايين من الأشخاص حول العالم.

وقام ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتسليم الجائزة للفائزين العشرة في الفئات التالية: الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.

وكرّمت دورة عام 2019 من الجائزة نخبة من الرواد المتميزين ضمن فئاتها ممن ساهموا من خلال عملهم الدؤوب وروح الريادة، التي اتسموا بها في تطوير حلول عملية مجدية تطال مختلف المجتمعات حول العالم.

وتستقطب الجائزة مؤسسات مثل الشركات الصغيرة، والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية، لتقديم حلولها الحالية التي أظهرت تأثيرا إيجابيا ملموسا، في حين تهدف فئة المدارس الثانوية العالمية إلى إلهام العقول الشابة وتشجيع المشاركات المنطوية على مفاهيم أو مشاريع مقترحة يمكن تنفيذها بواسطة المبلغ المالي الذي تمنحه الجائزة.

"الصحة" لـ"وي كير سولار"

وفي " فئة الصحة"، حصدت منظمة "وي كير سولار" الجائزة عن ابتكارها المتمثل بحقيبة الطاقة الشمسية، وهي جهاز محمول لخدمات الولادة الطبية مصمم خصيصا للمساعدة في عمليات الولادة والخدمات الطبية ذات الصلة في المناطق الريفية الواقعة خارج نطاق الشبكة الكهربائية.

وتجمع الحقيبة بين خدمات الإضاءة الطبية ومعدات المراقبة والاتصال الخفيفة، وقد تمكنت بالفعل من إحداث أثر إيجابي في حياة 1.8 مليون شخص من خلال مساعدة الأطباء والقابلات والعاملين في الحقل الطبي في حالات الولادة الطارئة ضمن 3325 من المرافق الصحية في 27 دولةً أفريقية.

"الغذاء" لـ"سانكو"

وضمن " فئة الغذاء"، نالت منظمة "سانكو" الجائزة عن آلات لتعزيز القيمة الغذائية للدقيق، تم تصميمها بهدف تجهيز وتحفيز مطاحن الدقيق المحلية الصغيرة لتزويد الدقيق الذي تنتجه بالعناصر المغذية عبر تكنولوجيا مبتكرة. وحتى اللحظة، تم تركيب 150 من آلات "سانكو" في مطاحن الدقيق ضمن خمسة بلدان أفريقية، لتحدث تأثيرا إيجابيا ملموسا في حياة مليون شخص تقريبا من خلال تزويدهم بمصادر غذائية أكثر أمنا وصحة.

"الطاقة" لـ"بي بوكس"

ونالت شركة "بي بوكس"، مزود حلول الطاقة، جائزة " فئة الطاقة " عن ابتكارها نظاما للطاقة الشمسية يعمل بمبدأ التوصيل والتشغيل والذي يوفر للمستخدمين "تجربة شبكية" في المجتمعات النائية التي تعيش "خارج الشبكة".

وقامت "بي بوكس" بتركيب أكثر من 160 ألف من أنظمتها المنزلية للطاقة الشمسية في أفريقيا وأميركا الجنوبية ومنطقة المحيط الهادئ، لتقدم حلولا نظيفة ومنخفضة التكاليف في مجال الطاقة لأكثر من 675 ألف شخص، مساهمة بذلك في تفادي انبعاث نحو 87 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

"المياه" لـ"إيكو سوليوشنز فور تومورو توداي"

ومن ناحية أخرى، فازت "إيكو سوليوشنز فور تومورو توداي" بالجائزة ضمن " فئة المياه"، حيث نالت التكريم عن معيار الإدارة اللامركزية للمياه في المجمعات السكنية والذي يحدد مجموعة من الحلول لإدارة الموارد واستهلاك المياه وتدويرها وتصريفها.

ونفذت الشركة أكثر من 50 مشروعا في 5 بلدان، متيحة لأكثر من 200 ألف شخص الوصول إلى المياه النظيفة وأنظمة الصرف الصحي المتكاملة وضمان مستويات مرتفعة للنظافة.

وبعد إدراج المدارس الثانوية العالمية ضمن فئات الجائزة في عام 2012، تمت توسعة نطاقها هذا العام لتشمل ست مدارس، عوضا عن خمس، تمثل كل منها منطقة محددة من العالم. وقدمت المدارس المشاركة مقترحات لمشاريع تتناول واحدا أو أكثر من تحديات الاستدامة الأربعة، وهي الصحة والغذاء والطاقة والمياه.

ومنذ منح الجائزة لأول مرة في عام 2009، تمكن الفائزون بها من التأثير بشكل مباشر وغير مباشر على حياة أكثر من 307 ملايين شخص حول العالم.

وتمكن هؤلاء الفائزين من المساهمة في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حد كبير وصل إلى مليار طن. كما وفروا 1,2 مليار ميجاواط ساعي من الطاقة النظيفة مع توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة لـ 27,5 مليون شخص في بعض من أكثر المجتمعات فقرا في أفريقيا وآسيا.

وهناك انعكاسات إيجابية كثيرة للجائزة التي ساهمت بتطبيق حلول ملهمة ومؤثرة حول العالم. فمن خلال المشاريع التي دعمتها الجائزة، أصبح عدد متنامٍ من المجتمعات المحلية أكثر أمنا بفضل مشاريع إيصال الكهرباء إلى المناطق الريفية، وتمكن أطفال القرى النائية من مواصلة تحصيلهم العلمي والدراسة ليلا، كما ساهمت المشاريع الصغيرة التي دعمتها الجائزة في توفير فرص عمل للنساء.

وشهد حفل توزيع الجوائز السنوي الحادي عشر لجائزة زايد للاستدامة حضور مجموعة من رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي الجهات المعنية والفائزين السابقين والمرشحين النهائيين لدورة عام 2019 وعدد من المستفيدين من ابتكارات ومشاريع المشاركين.

يذكر أنه تم في عام 2018 تطوير الجائزة وتوسيع مجالات تركيزها لتشمل، إلى جانب الطاقة، مشاريع وابتكارات في مجال الاستدامة على مستوى العالم وكذلك مبادرات التنمية البشرية، كما عززت الجائزة دعمها لجيل الشباب من خلال توسيع نطاق فئة المدارس الثانوية العالمية لتشمل مناطق جديدة حول العالم.