خلصت نتائج مقارنة أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن الآلاف من الآبار الصخرية، التي تم حفرها في السنوات الخمس الأخيرة تضخ كميات نفط وغاز أقل مما توقعه أصحابها وأبلغوا به المستثمرين، مما يثير تساؤلات بشأن قوة وربحية الطفرة التي حولت الولايات المتحدة إلى قوة نفطية عظمى.
وقارنت الصحيفة الأميركية بين تقديرات الإنتاج التي زودت بها شركات النفط الصخري الكبيرة المستثمرين، وتقديرات أطراف ثالثة حول كميات النفط والغاز الموجود بالآبار الآن.
ونتج عن المقارنة أن ثلثي التوقعات التي قدمتها الشركات النفطية بين عامي 2014 و2017 في 4 مناطق حفر في الولايات المتحدة "كانت متفائلة أكثر من اللازم"، وفقا لتحليل حوالي 16 ألف بئر، يديرها 29 من أكبر منتجي الحقول النفطية في تكساس ونورث داكوتا.
وبشكل عام، فإن هذه الشركات تضخ النفط والغاز بنسبة، 10 بالمئة، أقل من توقعاتها في تلك المناطق، وذلك وفقا لتحليل بيانات شركة ريستاد إنرجي إيه أس، وهي شركة استشارات للطاقة.
وهذا المستوى الحالي من الضخ يعادل ما يقرب من مليار برميل من النفط والغاز على مدار 30 عاما، تقدر قيمتها بأكثر من 30 مليار دولار بالأسعار الحالية. لكن بعض الشركات تتضخ بنسبة، 50 بالمئة، أقل من توقعاتها.
كانت الطفرة الصخرية رفعت إنتاج الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 11.5 مليون برميل في اليوم، مما أدى إلى توازن جيوسياسي، بوضع الإنتاج الأميركي على قدم المساواة مع السعودية وروسيا.
لكن نتائج "وول ستريت جورنال" تشير إلى صعوبة الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية دون زيادة الإنفاق، فالمشغلين سيضطرون إلى حفر المزيد من الآبار لتلبية أهداف النمو.
ومع ذلك، يتعرض عمال الحفر، ومعظمهم لم يجنوا مبالغ طائلة بعد مقارنة بالنفط التقليدي، لضغوط لخفض الإنفاق، في مواجهة انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة 40 بالمئة منذ أكتوبر.
ومن بين الشركات التي يتخلف إنتاج آبارها الحالي عن التوقعات، بايونير للموارد الطبيعية وبارسلي إنيرجي، وهما من أكبر منتجي النفط والغاز في حقول بيرميان غربي تكساس ونيو مكسيكو. بينما لم تشمل الصحيفة بعض المنتجين الرائدين، مثل إكسون موبيل، لعدم تقديمهم توقعات عن إنتاج نفطهم الصخري.
واعترضت شركتا بايونير وبارسلي وغيرهما على هذه النتائج، قائلين إن تقديرات الطرف الثالث التي استخدمها "وول ستريت جورنال" لم تنتبه إلى نقطة هامة، وهي العمر المحتمل لآبار النفط الصخري.
بينما اعترفت بعض الشركات، ومن بينها شركة وايتنغ بتروليم كورب في نورث داكوتا، بأن التوقعات قد تكون بالفعل غير دقيقة.
وفي المقابل قالت شركة "داكوتا" للبترول إن التوقعات التي قدمتها للمستثمرين هي تقديرات أجرتها أثناء اختبار الحفر في مساحات شاسعة، بما في ذلك المناطق التي غادرتها قديما.
وقال المسؤول بالشركة، ريتشارد روبوك، إن "التوقعات والتقديرات ليس علما. بل هي فن، ليس أكثر".