ألقت الحرب التجارية مع الولايات المتحدة واتهامات التجسس بظلالها على معرض الطيران الذي تستضيفه تشوهاي الصينية هذا الأسبوع، إذ يدرس الموردون تداعيات التباطؤ الاقتصادي في البلاد على الطلب المزدهر على الطائرات.

وعادة ما يكون المعرض الذي يُعقد كل عامين في الفترة من  6 إلى 11 نوفمبر، فرصة تستعرض فيها الصين براعتها في مجال الطيران أمام المسؤولين التنفيذيين في القطاع، والدبلوماسيين ومشتري السلاح من نحو 40 دولة.

ومن المنتظر أن يعج المعرض بطائرات مثل "إيرباص" و"إمبراير"، التي تمثل طموحات الطيران التجاري في الصين، لكن مؤسسة الطائرات التجارية الصينية "كوماك" وهي الشركة الوطنية لصناعة الطائرات التجارية لن تكون حاضرة، إذ كشف مسؤول تنفيذي بارز أنها تجري تجارب طيران.

من جانبها، لن تعرض شركة "بوينغ"، التي تفتتح خط تجميع لطائرات 737 في الصين، أيا من طائراتها بل مجرد نماذج للطائرات.

وقال خبير الطيران الصيني، لي شياو جين: "لا نتوقع حجم مبيعات كبير هذا العام، كما تعلمون الاقتصاد الصيني ليس في أفضل حالاته هذا العام، لذلك فإن الشركات التي عادة ما ترسل 10 أشخاص، ترسل 5 فقط هذا العام"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وأصبحت الصين مكانا لاقتناص الصفقات للشركات الأجنبية، إذ تملك شركات الطيران الصينية أساطيل كبيرة لمواكبة تنامي الطلب على السفر، مما يجعلها في وضع يؤهلها لتجاوز الولايات المتحدة كأكبر سوق للطيران في العالم في السنوات العشر المقبلة.

لكن النمو الاقتصادي الصيني تباطأ إلى أقل معدل له منذ الأزمة المالية، وشهدت علاقاتها بالدول الأخرى توترا بسبب طموحات بكين لتنمية صناعات محلية مثل الطيران.

ورغم أن الطائرات أميركية الصنع لا تخضع لتعريفات جمركية صينية حتى الآن، يقول محللون إنهم ما زالوا ينتظرون ما الذي ستسفر عنه الحرب التجارية بالنسبة لشركات أميركية مثل بوينغ وهاني وولوغالف ستريم، التي تواجه منافسة ضارية في الصين من شركات مثل إيرباص وغيرها.

يذكر أن الولايات المتحدة صدرت طائرات مدنية بلغت قيمتها 16.3 مليار دولار للصين عام 2017، وهي أكبر فئة من السلع صدرتها للصين وفقا لدراسة نشرها بنك الاحتياطي الاتحادي في سانت لويس.

وقال الخبير في قطاع الطيران الصيني بجامعة أوكسفورد، مارك شيبان: "من المستبعد أن تتحول الصين للشراء من إيرباص بدلا من بوينغ".

وتابع: "إضافة إلى ذلك قد يكون هناك إعادة تقييم للجاذبية النسبية للشركاء الصناعيين في برامج الطائرات الصينية المستقبلية مثل برنامج (سي.أر929)، الذي قد يفضل موردين أوروبيين عن الأميركيين لتوريد المكونات وتصميم الهياكل".