في خضم تكبد لبنان مليارات الدولارات سنويا من أجل تخفيف حدة أزمة الكهرباء التي تشهدها البلاد، تلاحق اتهامات جديدة الرئيس ميشال عون وفريقه الوزاري، بالتفريط في صفقة لإنتاج "كهرباء مستدامة"، من أجل تحقيق "مصالح شخصية".

ومؤخرا انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي مسرب للنائب في "حركة أمل" ياسين جابر، ينتقد فيه عون وفريقه في التيار الوطني الحر بشدة، على خلفية أزمة الكهرباء في البلاد.

وتحدث جابر بالتسجيل عن تفاصيل زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى لبنان في يونيو الماضي، مشيرا إلى رفض الجهات اللبنانية القريبة من عون لعرض قدمته شركة "سيمنز" الألمانية، لبناء معامل طاقة في لبنان بكلفة معقولة.

وقال جابر: "للأسف الشديد أضاعوا فرصة عظيمة على لبنان مرة أخرى، وجميع الدبلوماسيين الأجانب في الأمم المتحدة تساءلوا عن رفض لبنان لعرض (سيمنز) بخصوص الكهرباء، وكيف تعاملنا مع ميركل بهذه الطريقة. وقالوا لنا: "هل أنتم مجانين؟".

وتابع: "للأسف الشديد هذا العهد سيدمر لبنان بشكل غير مقبول"، كاشفا أنه "عشية جلسة الاثنين البرلمانية يضغط رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الطاقة سيزار أبي خليل ليحصلا على مبلغ 500 مليون دولار لتأمين الطاقة لساعات إضافية حتى نهاية العام الجاري، غير مبلغ المليار ونصف المليار دولار الذي حصلوا عليه في موازنة 2018"، وأضاف: "للأسف الشديد البلاد تؤخذ إلى الهاوية".

وتعليقا على ما قاله نائب حركة أمل الذي لم يصدر منه أي توضيح حتى الآن، وصف النائب السابق وليد جنبلاط كلام جابر "بالصوت المدوي"، وقال عبر "تويتر": "في ملف الكهرباء، ليت المعنيين يسمعون ما قاله ياسين جابر، صوت مدو ينضم إلى الحريصين على المصلحة العامة، يفضح مهزلة البواخر التركية التي هي أحد الأسباب الرئيسية للعجز والدين العام".

ويتمسك التيار الوطني الحر باستئجار بواخر تركية لتأمين التيار الكهربائي، في إطار خطة يدعمها لتأمين التيار الكهربائي منذ سنوات، في وقت تعاني فيه معظم المناطق اللبنانية من التقنين الحاد في التغذية الكهربائية، ومن انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي، حتى في العاصمة بيروت.

من جانبه، رد سيزار أبي خليل على تصريحات جنبلاط وكلام جابر عبر تغريدة على "تويتر"، قائلا: "يا ليت الأصوات الوطنية لجأت إلى الوقائع والمحاضر بدل الشائعات والقيل والقال إذ لم نعد نعرف ماذا تريدون: اتباع الأصول أو التراضي كما تعودتم، واستطرادا سيمنز لم تشارك في أي مناقصة".

ويرفض التيار الوطني الحر بناء معامل طاقة بكلفة أقل من استئجار البواخر، في وقت تتكبد فيه شركة كهرباء لبنان الدولة مليارات الدولارات سنويا.

وتتحدث معلومات عن أن شركة كهرباء لبنان بحاجة إلى اعتمادات إضافية لتأمين الوقود للمعامل والبواخر، وأن البلاد بأسرها مهددة بالغرق في الظلام مع نهاية أكتوبر المقبل.