أحدث بنادق كلاشنيكوف AK-19 صممت لتطلق عيار 5.56 ملم الخاص بالناتو، وهي خيار محفز للدول المتسلحة ببنادق غربية لتطلق رصاص الغرب من فوهة روسية.
كذلك شريحة كيرين 9000S المزروعة في هاتف هواوي الأخير Mate 60 Pro Plus قدمت أول بديل غير موال للغرب بحجم 7 نانومتر، تلميحا بالاكتفاء شبه الذاتي بعد أربع سنوات من العقوبات الأمريكية على السيليكون الصيني.
بشأن الرشاش، مجرد إيجاد بديل روسي لمنصة إطلاق مثبتة الكفاءة والاعتمادية تاريخيا تهيئ الساحات لعودة بندقية القيصر إلى ميادين وفضاءات جيوسياسية مستعدة لموالاة روسيا ولو نكاية بالمستعمر أو الحليف الغربي القديم (شرق آسيا وعموم أفريقيا)، وهو سلاح بوفرة وذخائر غير مشروطتين بتحقيق رغبات غربية في الشؤون الداخلية.
أما شريحة المعالج الصيني للجوال، فقد اختزلت أعلى سرعات الجيل الخامس مع الاتصال والتراسل بالأقمار الاصطناعية، بمكونات وسلاسل إمداد وطنية لقرابة ثلاثة أرباع مكونات الجوال، وأطلقت بالتزامن مع قرار دولة بمنع موظفي الحكومة وشركاتها في الصين من استخدام هواتف آيفون، قبل أيام من إطلاق أبل للجيل الخامس عشر من هواتفها، مما أدى إلى خسارتها 200 مليون دولار من قيمة أسهمها.
في حين من المنتظر مشاهدة جدوى الرشاش الروسي الجديد في الجيوسياسية العسكرية في عدة أقاليم، تبرز فورا جدوى خلط الأوراق لمعالج هواوي الصيني، إذ من المهم التذكير بما تفعله هندسة شرائح السيليكون متناهية الصغر مع كل جيل متضائل في الحجم. فكلما صغرت المساحة ازداد عدد دوائر الترانزستور فوقها، وازدادت وتسارعت العمليات المتزامنة النوعية التي بمقدور المعالج تنفيذها، ولسان حال التوجس الاستخباري يقول: "إن كان جوالهم يقترب من القيام بكل تلك العمليات بهذا المعالج، فما الذي يمكن لمعالج عسكري أقدر منه أن ينفذ من عمليات، وكيف يقارن بما لدينا؟".
المعالجات القائمة على أشباه الموصلات هي عقول متعددة بحجم عشر طابع بريد، تريح الجندي والموظف المدني، وتربح المعارك ومضاربات الأسهم، وفي الحالة الصينية يعلن صنع معالج وطني بحجم 7 نانومتر على الصعيد التكتيكي بدء استنفار التنين لإبطال إحدى نقاط الجدوى الجيو-استراتيجية لتايوان التي تعمل حاليا على تطوير معالج بحجم 3 نانومتر، وهو الجهد التقني الذي يثمنها الغرب لأجله. أما على الصعيد الاستراتيجي فالمعالج يعلن مسار الاستقلال التقني للصين عن الغرب ودول آسيوية حليفة له، ويتعامل إعلامها مع هكذا إنجاز بنفس الردح الممارس على الروس في أوكرانيا.
عودا على بدء، قتل الغرب في فضاءات تأثيره المزمن ضحايا كثر ببنادق عيار الناتو، فغدت سلاح المحتل في وعي الشعوب المتضررة، أما تضمين هذا العيار لكلاشينكوف الثوار العتيد، فهو سبق روسي هم أحرى بالإتيان بمثله، حيث خلطوا القوتين الناعمة بالخشنة في وجدان الكثيرين.